صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/39

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

الكنائس التي فاخرت بشرف الانتساب الى الرسل قد حالت دون تزعم كنيسة واحدة على جميع الكنائس.

وكان طبيعياً ايضاً ان يتقدم اسقف رومة على غيره من الاساقفة لانه كان اسقف عاصمة الامبراطورية وخليفة الرسولين بطرس وبولس. وهو ما يجمع عليه علماء الكنيسة اجماعاً. ولكن هؤلاء يختلفون في صلاحيات هذا الاسقف. فالكاثوليكيون منهم يرونه مطلق الصلاحية والسلطة خليفة السيد على الارض منذ اوائل تاريخ الكنيسة. ويستدلون على هذا بالآية: «انت الصخرة»، وباقوال الآباء الاقدمين كالقديس اقليمنذوس الروماني والقديس اغناطيوس الانطاكي والقديس ايرينيوس اليوناني وغيرهم. والارثوذكسيون منهم يرون في الصخرة صخرة الايمان ويرون في اقوال القديسين ما يوجب تقديماً في الكرامة لا في السلطة، ويحتجون بورود كلمة Principatum في هذه الاقوال عند الاشارة الى صلاحيات اسقف رومة. وهذه الكلمة تعني في رأيهم التصدر في المجالس لا السلطات المطلقة1.

وقدَّس المسيحيون في عهدهم الاول السبت لا الاحد، ولم يصبح الاحد يوم الرب قبل القرن الثاني. وكانوا يشتركون جميعاً في عشاء واحد مرة في الاسبوع او اكثر، فيستمعون لقراءَة الاسفار وينتهون بعد العشاء بقبلة المحبة «الأغَبة». وكان على المؤمن ان يمتنع عن التقبيل اذا شعر باللذة. وكان على المؤمنات ان يسترن شعورهن بِغطاء او ان يقصصن شعورهن اذا استثقلن الغطاء. وكانوا اذا اجتمعوا للصلاة استمعوا لقراءَة الاسفار وللعظة الاسبوعية واشتركوا في ممارسة الاسرار وتنبأوا رجالًا ونساءً.

  1. Adv, hear III: (propler polentiorem principalitem)
    Epitre 65,4: (principatam)
٣٨