صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

يوحنا : وليس بين الرسل الآخرين من نعلم عنه شيئاً بقدر ما نعلم عن يوحنا. فاننا نجده حوالي السنة ٦٧ في افسس محبوباً محترماً. ويبدأ دوميتيانوس اضطهاده فيقاسي يوحنا عذاب الزيت الحامي ويخلص بأعجوبة ليُنقل الى جزيرة باتموس محكوماً عليه بالاشغال الشاقة فيكتب فيها رؤيا يوحنا. ثم يطلق سراحه في عهد نرفه فينتقل الى افسس مبشراً بالمحبة مجدداً، مؤسساً،مدوناً انجيله في السنة ٩٠ بعد الميلاد.

مرقص وتوما وغيرهما : ومما حفظه لنا التقليد ودوَنه القديس يوسيبيوس في تاريخه ان مرقس الانجيلي اسس كنيسة الاسكندرية ولقي حتفه فيها وذلك في السنة ٦٢ او ٦٨ بعد الميلاد. ومما يروى ايضاً ان القديس اندراوس أَسس كنيسة القسطنطينية. وان القديس توما بشر في فارس والهند وأَسس كنيسة الرها. وعلى الرغم من اجتهاد صديقنا المرحوم اغناطيوس رحماني بطريرك السريان الكاثوليك فانه لا يمكننا القول معه ان كنيسة الرها أُسست في عهد السيد المسيح بناءً على طلب ملكها العربي أَبجر الخامس الذي اتصل بالسيد طالباً الشفاء من مرض ألمَّ به. ومما جاءَ في التقليد ايضاً ان القديس كوارتوس احد التلاميذ السبعين أَسس كنيسة بيروت.

ولم ترق مباحث أَفلاطون كثيراً في عين اليونان ولم تعجبهم حكمةُ أَرسطو بل صبت عقولهم على نوع من الفلسفة يكسبهم هناء المعيشة وراحة البال. فنادى زينون الصوري بالفضيلة غايةً للحياة يستوي لديها الالم واللذة. وعلم ابيقوروس ان الخير الاعظم هو اللذة سواء اكانت عقلية ام جسدية شرط الا تخرج عن دائرة الفضيلة. وشاعت قصة أَهميروس ان آلهة اليونان كانت في الاصل ملوكاً بشراً أُلهوا بعد وفاتهم وصدق الناس هذه القصة، ففقدت الآلهة القديمة ما كان لها من الاحترام في عيون المتعبدين. ولم يكن

محظوراً على احد ان يصرح بما كان يكنّه قلبه نحو الآلهة مهما كان اعتقاده فيها. وكان السواد الاعظم من الشعب اليوناني غير متعلم. وكان لا بد لهم

٣١