انتقل إلى المحتوى

صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/283

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حروب الفتح العربي فسلخت عن جسم الدولة كل من قال بالطبيعة الواحدة فأصبحت الدولة البيزنطية ارثوذكسية كاثوليكية موحدة . وأصبح الفيلفس حراً طلقاً يقولى بعقيدة يجمع عليها رعاياه ، وينتحل محلة دينية لا يختلف فيها من رعاياه اثنان ، فيقسم عند تقبله التاج من يد بطريرك العاصمة : دانه سيكون ابن الكنيسة البار وخادمها الأمين ، ، وانه سيرعاها بعنايته ويدافع عنها جهده، ويحترم امتيازاتها وتقاليدها ، فيحرم كل ما تحرمه ، ويؤيد كل ما أقرته بجامعها . وتزايد نفوذ الكنية في الأوساط الشعبية ، فبهرت عظمة طقوسها العقول، وحرك وعظها الافئدة والصدور ، وتعلق الشعب برهبانها وعقد على صلواتهم وتضرعاتهم الآمال بالسعادة والنجاح . فأقبل الناس على الترهب زرافات زرافات ، ورأوا في ارتداء الثوب أفضل السبل إلى خلاص النفس . وتعددت الأديرة فحوت منها العاصمة وحدها عدداً عظيماً . وبسقوط الاسكندرية وانطاكية واوروسليم في يد العرب أصبح بطريرك القسطنطينية زعيم الكنيسة الاوحد في الشرق. وكان بطريرك القسطنطينية قد أصبح بطريركاً مسكونياً منذ السنة ٥٨٢ بقرار من مجمع محلي عقد في القسطنطينية للنظر في خصومة نشبت بين غريغوريوس بطريرك انطاكية واستيريوس والي الشرق. وقد نشأ عن هذا القرار جدل عنيف بين حامل هذا اللقب يوحنا الصوام وغريغوريوس الذيالوغوس بابا رومة. وبطبيعة الحال أيد الفسيلفس بطريرك عاصمته فبذرت بذور الشقاق والانفصال بين فرعي الكنيسة الام وقضت ظروف سبقت اليها Codinus, Officiis, ed. Bonn. 86-87. Morin, E., Les Moines des Constantinople, (Paris, 1896). ومن القابه ، ايضاً ، الاول والكبير. راجع تفاصيل هذا الجدل ، وتاريخ هذا اللقب ، في تاريخ الانشقاق، جراسيموس متروبوليت بيروت، ج ۱، ص ۳۱۲ – ۰۳۳۰ ۲۸۲