في معية هذا المعلم علم ان الامبراطور غورديانوس فتح ابواب هيكل يانوس في رومة ليعلن الحرب على ساسان. فصمم الفيلسوف الطالب على الالتحاق بهذه الحملة العسكرية ليسمع عن فلسفة الفرس والهنود. والتحق بجيش غورديانوس ووصل معه الى الفرات. ثم تمرد الجند واغتالوا الامبراطور عند دورة، فعاد افلوطين الى انطاكية (٢٤٤) وزار ابامية ليطلع عن كثب على فلسفة نومانيوس. ثم قام من انطاكية الى رومة وبدأ يعلم فيها. وتميز بسمو اخلاقه ونفاذ بصيرته فصادف نجاحاً، واقبل على الاخذ عنه عدد من افراد الاسر الممتازة.1
وكان قد قام في الاسكندرية في القرن الاول بعد الميلاد فيلون اليهودي وجمع بين الحكمة اليونانية والديانة الاسرائيلية فاستند الى نظرية افلاطون في الكلمة فجعلها متوسطة بين الاله والعالم، وقال ان الاله هو سبب الكلمة وان الكلمة هي علة الروح وان الروح تحرك العالم باسره وتشيع فيه حكمة الخالق. وكان افلاطون قد فرق بين الخير الاعلى والعقل والنفس. وكان ارسطو قد جعل الاله عقلًا محضاً. وكان الرواقيون قد قالوا ان الله هو روح العالم. فأَخذ فيلون من هؤلاء جميعاً وقال ان الواحد هو مبدأ كل شيء وانه الاقنوم الاول وان العقل هو الاقنوم الثاني ولكنه دون الواحد في الكمال وان الاقنوم الثالث هو النفس. وقال ان الواحد هو الخير الذي يفيض عنه الوجود من غير ان ينقصه هذا الفيض شيئاً والوجود يفيض عنه لجوده كما تفيض الحرارة عن النار والنور عن الشمس. وقال: كما ان كل شيء يصدر عن الواحد فكذلك كل شيء يعود اليه. والنفس ايضاً تعود الى خالقها عن طريق الرياضة
- ↑ Bibez, J., Lit. and Philosophy in the Eastern Half of the Empire, Cam. Anc. Hist. XII, 621ff.