موافقاً يمكن الانتفاع به في الحرب والدفاع . ومن هنا اكتفت روعة في هذه المناطق بإنشاء قلاع موزعة في مواقع معينة تحمي بها الطرق الرئيسية والجسور والممرات الطبيعية وما الى ذلك ، فأصبح حدها الشرقي « منطقة مراقبة ، على حد تعبير ليون هومو أكثر منه ليموسا او اطارا مانعاً وكانت هذه المنطقة ذات الحصون تبدأ عند طرابزون فتتجه جنوباً حتى مجرى الفرات الاعلى فمصب الخابور فحدود البادية حتى العقبة . وكان خط الدفاع الممتد نحوا من ثمانمائة كيلومتر بين قرقيسية Circesium عند مصب الخابور وبين العقبة يتألف من طريق معبدة موازية للحدود محمية الجانبين ولا سيما عند مفارق الطرق بعدد كبير من الأبراج . وكانت تدمر ودمشق والبتراء تدخل بقلاعها وحصونها والطرق الموصلة اليها في هذا الخط من الدفاع . وتدل اعمال التنقيب التي أجريت في شرق الاردن بعد الحرب العالمية الاولى ان الطريق العسكري الروماني الذي كان بمر بشرق الأردن كان يصل بدرى بماديا والبتراء فالعقبة ، وان رومة فــد اقامت على جانبي هذا الطريق ابراجاً محصنة يبعد الواحد منها عن الآخر ثلاثين كيلومتراً ، وانها انشأت قلاعاً لحماية موارد المياه الى شرقي هذا الطريق في القسطل واللجون وغيرهما وجاء يوستنيانوس يؤمن و سلما وطمأنينة ، لشعبه و و يزيل كل مـا كان يشجع البرابرة على الغزو والنهب، فاهتم بحصون ارضروم و كيناريزون ومر تيروبوليس وآمد وقسطنطينة ودارا . وكانت دارا هذه تقع بين نصيبين وماردين وتدعى « حصن الامبراطورية الرومانية ، . واظهر يوستنيانوس اهتماماً مماثلا بخط من الحصون جاء وراء هذه الحصون الامامية : . Home, L., Emp. Ramain, 203. Abel, F. M., Hist. de la Palestine, II, 55 57.
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/193
المظهر