وعني يوستنيانوس في هذه الآونة نفسها بتوطيد علاقاته القبائــل العربية الضاربة في بادية الشام ليوازن ينفوذها نفوذ شقيقاتهـا في بادية العراق ومن عمال كسرى ، وكان بنو غسان قد وفدوا الى سهول حوران من اليمن أو ما يليها في فترة من الفترات التي تصدع فيها سد مأرب ، وحلوا بين عشائر قضاعة وسليح . ثم سيطروا عليها وجمعوها في كيان سياسي . فاستعان بهم الروم في القرن الخامس لمراقبة غيرهم من القبائل العربية التي كانت تجوب اطراف الجزيرة المتاخمة لبادية الشام واستعمارهم لصد هذه القبائل اذا هي حاولت الانصباب على اراضي الامبراطورية . ووجد الروم في الغساسنة ايضاً خير معوان لهم على عرب الحيرة أنصار فارس . وبلغ الغساسنة الاوج في أوائل القرن السادس فانضوى تحت لرائهم جميع شيوخ العشائر العربية من لبنان شمالاً حتى الحجاز جنوباً . ورأي برستيانوس ان يزيدهم هيبة فرفع اميرهم الحارث بن جبلة الى رتبة فيلار خرس وبطريق ، وبذلك جعله يوازن في اللقب أمراء الحيرة عمال فارس . الحرب في افريقية وايطالية : ( ٥٣٣ - ٥٤٠ ) وثار غلمـار على هيلدريخوس الوندالي في شمالي افريقية . وكان عامار آريوسيا . فاستغل يوستنيانوس المناسبة وتدخل باسم الدين القويم ، كما كان قد استغل اقدام 1 4 ثيودانيوس على خنق ابنة عمه وريثة نيودوريخوس في ايطالية . وفي حزيران من السنة 533 اقلع بليساريوس القائد على رأس قوة مؤلفة من خمسة عشر الف رجل ومن اثنتين وتسعين درو مونة الى جوار قرطاجة فوصلها في ايلول من السنة نفسها وتغلب في غير مشقة على غلمار . Diehl, Ch., op. cit., 387-396; kury, J. B., Later Rom. Emp., 11, 91-92. ۱۸۷ راجع ايضا كتاب الامويين والبزنطيين للدكتور ابراهيم احمد المدري ، م ۸ - ۰۱۲
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/188
المظهر