في ما وراء الدانواب واخضع زينب، ثم قهر تتريقوس في غالية واتحذ لنفسه لقب معيد الدولة العالمية1، ولكنه قتل في حملة قام بها على الساسان، فانتخب مجلس الشيوخ تسيتوس امبراطوراً بايعاز من الجند (٢٧٥). وتوفي هذا بعد ثلاثة اشهر في اثناء الحملة التي شنها على قبيلة الالاني في آسيا الصغرى. ولم يفلح اخوه في تسنم الحكم بعده لانكساره امام بروبوس (٢٧٦–٢٨٢ب.م). وردَّ بروبوس هجمات الافرنج والبورغنديين والالماني والفندال وشغل الجنود بتجفيف المستنقعات وانشاء الترع وبناء الطرق فثاروا عليه وقتلوه. فتولى الامر بعده قائد الحرس كاروس (٢٨٢–٢٨٣) ولكن صاعقة اصابته بعد ان احتل طيسفون عاصمة ساسان. فخلفه ابنه نومريانوس (٢٨٤) ولكنه قتل بمؤامرة والد زوجته كارينوس الذي طمع في ملك صهره فلم يفلح لان الجند كانوا قد نادوا بديوقليتيانوس الشهير (٢٨٤–٣٠٥).2
غزوات الشعوب الجرمانية: وكان يقطن المانية وسائر اوروبة الشمالية برابرة من الجنس الهندي الاوروبي شقر الشعور زرق العينين طوال القامة لم يرتقوا كثيراً منذ عهد انسان العصر الحجري. وكانت كل قبيلة منهم تقيم في منطقة محدودة لا يتجاوز قطرها ستين كيلومتراً، ولا يزيد عدد نفوسها عن خمسة وعشرين الفاً او ثلاثين. وكانوا يقيمون في قرى تضم كل واحدة منها مائة عائلة. وكانت المنازل التي يسكنونها اكواخاً حقيرة يسهل نقلها. وكان السكان على وجه الجملة لا يرغبون في