وصيدا والاسكندرية الى استيراد هذه البضائع عن طريق البحر الأحمر ومرافي. حمير الجنوبية . وجعل من مرفأ آيلة بالقرب من العقبة ومرفأ قلزم بالقرب من السويس قاعدتين تجاريتين ، كما انشأ على جزيرة تيران في خليج العقبة جمركاً امبراطورياً لهذه الغاية نفسها. وكانت مراكب الاحباش وعرب الجنوب تجوب بحر العرب والمحيط الهندي حتى سيلان . فاتصل يوستنيانوس في السنة 530 أو 531 بالنجاشي و ملك ملوك ، الاحباش وحن له نقل سلع الهند والصين من سيلان الى مرافىء البحر الاحمر . فاقتنع النجاشي بالامر وحض عليه تجاره . ولكن الفرس كانوا في مرافىء الهند اوسع نفوذاً من الاحباش فقاوموا تجار الاحباش مقاومة شديدة . وفي السنة ٥٣٢ جاء السلم بين الفرس والروم فعادت الأمور الى مجاريـا الطبيعية وعاد الروم الى الاستيراد عن طريق فارس . غير ان العلاقات عادت فتأزمت في السنة 540 كما سنرى فلجأ بوستنيانوس الى تحديد سعر الحرير واكره التجار على قبول تعرفة حكومية . فشل بذلك نشاط التاجر الفرد ولحق بالتجار اللبنانيين خسارة فادحة كادت تقضي على صناعاتهم . ثم افلت سر تربية دود الحرير من الصين ، نقله قسيسان مسيحيات بين السنة ٥٥٢ والسنة ٥٥٤ الى الروم . فتلقاه اللبنانيون بالتهليل واقبلوا على تربية دود الحرير في لبنان. وفعل مثلهم يونان المورة وبعض الجزر . فأصبح لدى الروم انتاج محلي من الحرير استعاضوا به مما كان قد لحق بهم من خسارة وباتوا بمأمن من تحكم الفرس في مقدراتهم . واستطاعوا هم بدورهم ان يحافظوا على سر تربية دود الحرير زمنا طويلا . واتسع نطاق عمل اللبنانيين بنوع خاص فراجت بضائعهم الحريرية في جميع اسواق البحر المتوسط وفي فرنسة والمانية وبريطانية . ونشطوا في تصديرهـا الى . Abel, F. M., l'Isle de Jotable, Rev. Bib. 1930, 520-424. ۱۷
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/178
المظهر