صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

الالقاب1 التي حملها الاباطرة الاولون لم تزدهم سلطة ابداً.

وتقادمت المجالس القوميسية2 في رومة واصابها الهرم. فانحصرت السلطة التشريعية بيد مجلس الشيوخ3 وكذلك ادارة الدولة وفرض الضرائب فيها وجبايتها. ولو دام هذا الحصر لصح القول بان الدولة الرومانية كانت ارستوقراطية يرأسها ديكتاتور عسكري. ولكن شيئاً من هذا لم يكن. فالامبراطور كان منذ البدء قد شاطر مجلس الشيوخ السلطة في الولايات. فترتب عليه منذ بداية الامبراطورية ان يكون لديه حكام وان يفصل بين ماليته ومالية الدولة. ولما كانت القوة العسكرية بيده كان من الطبيعي جداً ان يتطاول على حقوق مجلس الشيوخ في نطاق سلطته وان تتدرج الدولة الرومانية في سلم الملكية.

وحاول الامبراطور الروماني اللبناني سويروس الكسندروس (٢٢٢–٢٣٥ب.م) الذي نشأَ وترعرع في عرقة عكار ان يعيد إلى مجلس الشيوخ حقوقه المسلوبة، فشاور المجلس في جميع اعماله وطلب اليه انتقاء كبار الموظفين في رومة وفي الولايات وتقديم الاكفاء لجميع الوظائف الاخرى. ورقى حكام الولايات الى رتبة عضو في مجلس الشيوخ كي لا ينظر في امرهم من كان دون هذه الرتبة. وبعبارة وجيزة حاول الا يفعل شيئاً يعكر صفو العلاقات بينه وبين مجلس الشيوخ.

وعني سويروس الكسندروس بشؤوون الجيش فراقب عن كثب حركات الوحدات وأَمن العدل بينهم وأَقطعهم الارض عند الحدود وزودهم بالمواشي والارقاء لحراثتها وزرعها شرط ان يدخلوا ابناءَهم في الخدمة بعدهم.

  1. Pontifex Maximus, Princeps Senatus.
  2. Camice.
  3. Senatus.
١٤