صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

جنود الحدود اراضي يحرثونها وان تجيز لهم ان يتأهلوا وان يقيموا في اكواخهم قرب الحدود. فقضى الجنود حياتهم باكملها في خدمة العلم واصبحوا طائفة عسكرية تعيش لنفسها، لا جيشاً شعبياً يقوم بخدمة الدولة.

ومما عجَّل كثيراً في انحطاط الجيشِ ان اوغوسطوس قيصر لم يعنَ بايجاد طريقة قانونية لانتخاب الامبراطور تنتقل سلطة الامبراطور بموجبها من سلف إلى خلف دون ما خلل يقطع الاستمرار. فنتج عن هذا الخلل انه أَصبح في طاقة الجند ان يختاروا من يرضون عنه وان يعزلوه وان يعينوا غيره مكانه، كما امسى الامبراطور نفسه قليل المهابة والاحترام.

الامبراطور: وكان الامبراطور في بدء الامر وجيهاً رومانياً كبيراً خُوّل سلطة عسكرية واسعة في ظروف حربية قاهرة. وكانت هذه السلطة او هذه القيادة1 تنتهي بانتهاء الحرب. وكان مجلس الشيوخ يقيم في ظروف معينة اكثر من قائد واحد في وقت واحد. ثم جاءَت الامبراطورية بطولها وعرضها وتعددت مشاكلها فوكلت رومة القيادة الى رجل واحد طوال عمره. وبقيت سيادة الدولة الرومانية تظلُّ هذا الامبراطور الفرد ومنها يستمد سلطته. وبقي هو ممثل الجمهورية2 الاوحد. واستحق لقب اوغوسطوس اي قديس لانه كان في نظر الرومانيين رمز الهة رومة الحي،3 ويرى بعض رجال الاختصاص ان سلطة الامبراطور كانت في البدء سلطة عسكرية لانها لم تطبق قبل عهد سبيتميوس سويروس الا في خارج رومة وفي خارج ايطالية، ويرون ايضاً ان سائر

  1. Imperium.
  2. Respublica.
  3. Dea Roma.
١٣