صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/30

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ْ

–۳۰–

تهرق دماؤهم، زبل هقت نفوسهم بمثـل خنق أو سقاء سم دب دبيب الخمر في مفاصلهعم

(ثانيها) تخيل المقول في صورة المحسوس كما في قول الشاعر

مررت على المروءة وهي تبكى
فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت كيف لا أبكي وأهلي
جميعاً دون خلق الله ماتوا

تصور المروءة في زي فتاة فتسنى له أن يسند اليها البكاء ويعقد بينه وبينها هذه المحاورة

(ثالثها) تخيل المعقول في معنى المعقول وهذا كمن تخيل المذلة في معنى الكفر فقال

أمطرى لؤلؤا جبال سرندیـــ
ـــب وفيضى جبال تكرور تبرا
منزلي منزل الكرام ونفسي
نفس حر ترى المذلة كفرا

(رابعها) تخيل المحسوس في صورة المعقول، وهذا لم نعثر له على مثال في كلام العرب ولكن التشبيه الذي هو أساس هذا الفن قد جرى في كلام المولدين بايراد المحسوس في معرض المعقول كقول التنوخي

فانهض بنار الى فحم كانهما
في العين ظلم وانصاف قد اتفقا

وقول الفاروقي