صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي فطر النفس الناطقة على الشوق إلى استطلاع الحقائق ، وأطلع في سمائها فكراً يبسط شعاعه على رأس اليراعة فاذا هو در متناسق ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المؤيد بالعصمة، والقائل إن من الشعر حكمة، ثم الرضا عن آله المشهود لهم بالسبق في حلبة الفصاحة. وصحبه الفائفين في مناهج البيان مجازا وكناية وصراحة. أما بعـد فيرتفع شأن الشعر ونقضي لصاحبه بالبراعة والتفوق على غيره بمقدار ما يحرز من بناء محكم ومعنى بديع. وقد حدق فلاسفة الأدب انظارهم إلى الوجوه التي تملك بها المعاني شرف منزلتها وحسن طلعتها، أو نأخذ منها الألفاظ متانة نسجها وصفاء ديباجتها.

ومن أجمل الفنون التي يرجع النظر فيها إلى جهة المعنى صناعة التخييل : وهي الغرض الذي جردت القلم للبحث عنه في هذه الصحائف متحرياً أسلوباً لا يشتكي منه القارئ طولا ولا قصراً