صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٨٥ –

مظلم وكما تجد كثيراً من الناس يحجمون عن المطالبة بحقوقهم من ذي سلطان لاعتقادهم أن ذلك يعود بالمضرة عليهم وأنما هو من الأوهام الباطلة

(والعمدة هو البرهان لا غير)

العمدة في اكتساب المجهولات التصديقية من بين الصناعات الخمس هو البرهان دون غيره لأن مقدمات البرهان يقينية فنتائجها يقينية أيضاً ومقدمات ماعداه ظنية ولا ينتج الظني الا ظلنياً مثله

واعلم أن الجدل والخطابة والشعر من المطالب العالية التي ينتفع بها كثيراً في المحاورات العامة ويكثر دورانها على ألسنة الخطباء والوعاظ والمرشدين في كل أمة وفي كل ملة وهي التي عليها مدار الترغیب والترهيب والحث على التمسك باقامة الشعائر الدينية وعلى التخلق بالأخلاق المرضية كالصدق والأمانة ومراعاة الضعفاء والرفق باليتامي والمساكين، وللمقدمات الإقناعية والخيالية شعراً كانت أو نثراً فضل كبير في تربية الأمم وتقويم اعوجاجها والمحافظة على كيانها القومي وشعارها الديني. فقد أبانا التاريخ أن أحد كبار العلماء شد الركاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وكان طريقه إليها مدينة الإسكندرية فلما حل بها ورأى همم القوم منصرفة إلى مجامع اللهو واللعب اختار أن يقدم إرشاد إخوانه المسلمين على أداء فريضة