صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/82

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٨٢ –

حلو العلم، ومنه ما يدرك بالحواس الباطنة كاعتقادنا بأن لنا قدرة على العمل وخوفاً ورجاء. ومجريات من القضايا التي يصدق العقل بها بواسطة تكرر الاحساس بها كخواص النباتات والمعادن كقولنا الزرنيخ بقتل آكله والخمر يسكر شاربه، وحدسیات وهي القضايا التي يصدق العقل بها لاستنادها وترتبها على محسوسات أخرى لا يحتاج العقل إلى نظر وتدبر في العلم بترتبها عليها كقولنا نور القمر مستفاد من نور فأنا نشاهد الشمس طالعة وغاربة ونشاهد القمر كذلك يضعف نوره إذا اقترب من الشمس ويزيد إذا ابتعد عنها فيسرع العقل إلى الجزم بأن نور القمر مستفاد منها وكقولنا: ارتفاع الماء في الآبار من ارتفاع الماء في الأنهار فأنا نشاهد الآبار يرتفع ماؤها عندما يزيد النيل وينقص عند نقصانه فيسرع العقل إلى الجزم بأن ارتفاع الآبار منشؤه ارتفاع مياه النيل. ومتواترات وهي القضايا التي يجزم العقل بها لاستناد الحكم فيها إلى إخبار جماعة يؤمن تواطؤهم على الكذب کاعتقادنا بوجود مكة المكرمة والمدينة المنورة وكاعتقادنا بأن مولانا السلطان عبد الحميد الثاني بويع بالخلافة في سنة ۱٢۹۳ هجرية وأن حرباً قامت بين الدولة العليّة واليونان في سنة ۱۳۱٤ هجرية انتصرت فيها الدولة العليّة انتصاراً باهراً. وقضايا قياساتها معها وهي القضايا التي يكون الحكم فيها