صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ۸٠ –

فهو عاص لمولاه أو لكنه ليس بعاص لمولاه فهو مؤمن لان نقيض الايمان وهو الكفر أخص من المعصية ولو استثنينا عين أحدهما وقلنا لكنه مؤمن لم ينتج أنه غير عاص أو قلنا لكنه عاص لم ينتج أنه غير مؤمن لأن الايمان والعصيان بمعنى اقتراف الذنوب يجتمعان في مؤمن أقترف ذنباً ولا يرتفعان وإلا كان كافراً وغير مذنب والكفار أكبر الذنوب والمعاصي التي يتم فيها الإنسان. ثبتنا الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة وفي الآخرة فإنا قد رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبسيدنا محمد نبياً ورسولاً.

الصناعات الخمس

(الْبُرْهَانُ هُوَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ يَقِينِيةٍ لِإِنْتَاجِ الْيَقِينِيَّاتِ)

قد عرفت كيفية تركيب الأقيسة الاقترانية والاستثنائية وعلمت المنتج منها وغير المنتج فاعلم الآن أن كل قياس تؤلفه على احدى الكيفيات السابقة فهو إما برهان أو جدل أو خطابة أو شعر أو مغالطة وهي التي يسميها المناطقة بالصناعات الخمس، والفرق بين هذه الخمسة يرجع إلى نفس المقدمات التي يتألف منها القياس لا إلى كيفية تأليفها. فأولها وأشرفها للبرهان وهي القياس المؤلف من مقدمات يقينية، وإنما تكون المقدمة يقينية إذا اعتقدت الحكم الذي تشتمل عليه اعتقاداً