صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٨ –

اللسان العربي والعلوم الكونية وغيرها بالقسط الذي يتفق مع مركزهم الذي يهيئون أنفسهم له، وقد أنشيء معهد الإسكندرية لهذا الغرض بفضل جهوده ومساعيه واقتضت إرادة القائمين بأمر الدولة المصرية حينذاك اسناد رئاسته إلى فضيلته فقام بأعباء هذه الرئاسة خير قيام واضطلع بتدبيره حتى أتى بالثمرة المرجوة منه، فتخرج منه جماعة من العلماء هم اليوم زهرة رجال الدين وعنوان فخار الأزهر، وبرهان أن الأزهريين يستطيعون أن يصلوا إلى الغاية القصوى من المجد والرفعة إذا وجدوا من يتعهد أمورهم بمثل إخلاص الأستاذ الكبير وحسن رأيه. وانظر إلى الحاكم الشرعية ودور التعليم على مختلف مشاربها فأي زهرة يروقك منظرها ويسرك مخبرها ويعجبك حسنها، فاعلم أن لمعهد الإسكندرية يدًا في هذه الصفات التي ملكت عليك نفسك.

ولم يقف تيار الإصلاح الذي سيره فضليته عند هذا الحد من تأسيس معهد الإسكندرية، بل تجاوز ذلك إلى انشاء وتجديد آخرين فقد عاد - حرسه الله - إلى عمر بعد أن ملأ الثغر نورًا، ومهد للدين فيه سبيلًا مستقيمًا، فتولى في الأزهر منصب الوكيل وأنشأ في هذا العهد القسم النظامي المسمى بنظام ۱۳۲۹ بمصر وعامة المعاهد، وتولى مع منصبه مشيخة هذا القسم، فبث في قلب العلماء والطلاب حب العلم وروح النظام وشرع لهم شرعة الإنصاف والتضامن والرغبة