صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٧ –

الدقيقة، والأفكار السامية في الوقت الوجيز، وهو يأبى مع ذلك إلا العبارة العالية في سهولة ولين ورفق، وظلت الحالي بنا على هذا المنوال حتى هدانا الله تعالى الذي لا يهدي إلى الخير سواه، ووفقنا للحصول على شرح الكتاب 1 للعالم الكبير، والمصلح الجليل، قدرة المتأخرين، مولانا العلامة الشيخ محمد شاكر وكيل الجامع الأزهر سابقًا فرأينا فيه الضالة المنشودة، والبغية المقصودة، فعكفنا عليه وتابعنا مدارسته فإذا نحن نعشق علم المنطق عشقًا، ونَكْلَف به غرامًا، بعد أن كنا تزوَرُّ بجانبنا عنه، وكان أقصى رغباتنا أن نؤدي الامتحان فيه

وللشيخ الجليل – حفظه الله وأمتع المسلمين والعلماء بوجوده – أياد كلها بيضاء على المعاهد الدينية وعلماء الأزهر أجمعين فهو الذي بدأ حركة الإصلاح الكبرى في الأزهر بعد أن أعيى أمره المصلحين من قبله، واستطاع بما أوتيه من مضاء العزيمة، وقوة الإرادة، وأصالة الرأي، وسداد الفكرة، أن يتغلب على هذه النعرة القديمة التي مضت بها الحقب وتعاقبت عليها السنون وهي لا تزال عالقة برؤوس العلماء وأن يثبت لهم بالبرهان العملي أن الأزهر - وهو الجامعة الكبرى التي يؤمها المسلمون من أنحاء المعمورة - لا يؤدي واجبه الذي أسس من أجله حتى يأخذ طلابه من علوم الشريعة الغراء: أصولها وفروعها وعلوم


  1. طبع أول مرة بالإسكندرية سنة ۱۳۲٥هـ – ۱۹۰۸م