صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٥٧ –

كما لو قلنا كل ماء حلو هذا الحكم كاذب لأن الحلاوة ثابتة لبعض الماء دون بعض، ولو جئنا مكانها بسالبة كلية وقلنا لا شيء من الماء بحلو لكان كاذباً أيضاً لأن الحلاوة ثابتة لبعض الماء، فالكليتان كاذبتان في هذا المثال، ولكن لو جئنا في نقيض الموجبة الكلية بسالبة جزئية وقلنا بعض الماء ليس يحلو لكان صادقاً ولو جئنا في نقيض السالبة الكلية بموجبه جزئية وقلنا بعض الماء حلو لكان صادقاً، فنقيض الموجبة الكلية إنما هي السالبة الجزئية ونقيض السالبة الكلية انما هي الموجبة الجزئية، هذا هو السر في الكليتين، وأما السر في الجزئيتين فهو أن الحكم قد يكون ثابتاً لبعض الأفراد دون في فيصدق الحكم على البعض إيجاباً ويصدق سلباً معاً فتصدق الجزئيتان كما في والمثال السابق وكما في قولك بعض الطلاب حنفي وبعض الطلاب ليس بحنفي فالجزئيتان صادقتان في هذا المثال، ولو جئنا في نقيض الموجبة الجزئية بسالبة كلية وقلنا لا شيء من الطلاب بحنفي لكانت كاذبة ولو جئنا في نقيض السالبة الجزئية بموجبة كلية وقلنا كل طالب حنفي لكانت كاذبة، فالقضيتان المحصورتان أي المسوّرتان لا يتحقق التناقض بينهما مطرداً إلا إذا اختلفنا في الكمية – أي الكلية الجزئية – مع اختلافهما في الإيجاب والسلب واتفقتا فيما عدا ذلك. بقيت المهملة وحكمها حكم الجزئية لأنها في قوتها فإن كانت موجبة كان نقيضها