صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/54

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٥٤ –

إحداهما صادقة والأخرى كاذبة، وأن يكون هذا الاقتضاء راجعاً إلى ذات الاختلاف بالإيجاب والسلب لا إلى شيء آخر. قولك زيد إنسان، زيد ليس إنسان، من قبيل التناقض لأن هاتين القضيتين قد اختلفتا بالإيجاب والسلب اختلافاً يقتضي لذاته أن تكون إحداهما صادقة والأخرى كاذبة، بخلاف قولك زيد إنسان زيد ليس بناطق، فإنهما وإن اختلفنا بالإيجاب والسلب اختلافا يقتضي أن تكون إحداهما صادقة والأخرى كاذبة، إلا أن هذا الاقتضاء ليس راجعاً إلى ذات الاختلاف بل مرجعه شيء آخر، وهو أن الناطق والإنسان متساويان فيما يصدقان عليه من الأفراد. فإيجاب أحدهما إيجاب للآخر وسلب أحدهما سلب للآخر، فقولك زيد إنسان يعدل قولك زيد ناطق، وقولك لیس بناطق يعدل قولك ليس بإنسان، فمن ههنا جاء التناقض بينهما من مجرد اختلاف القضيتين في الإيجاب والسلب

(وَلاَ يَتَحَقَّقُ ذلِكَ إِلاَّ بَعْدَ اتِّفَاقِهِمَا فِي المَوْضُوعِ وَالمَحْمُول وَالزَّمَانِ وَالمَكانِ وَالْإِضَافَة وَالْقُوَةِ وَالْفِعْلِ وَالجُزْءِ وَالْكُلِّ وَالشَّرْطِ نَحْوُ زَيْدٌ كَاتِبٌ زَيْدٌ لَيْسَ بِكَاتِبٍ)

قد عرفت أن التناقض واختلاف قضيتين في الإيجاب والسلب بحيث يقتضي هذا الاختلاف اقتضاءً ذاتياً أن تكون إحدى القضيتين صادقة والأخرى كذبة، ولا يتحقق التناقض المعرف بهذا التعريف