صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/43

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٤٣ –

إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، فإن النسبة التي بين قولنا الشمس طالعه وبين قولنا النهار موجود لا تفيد أن احداهما هي الأخرى ولكنها تفيد أن وقوع الأولى يستلزم وقوع الثانية وأنه كالشرط له، فهي التي حكم فيها بصدق قضية أولا صدقها على تقدير صدق قضية أخرى. وإن كانت تلك النسبة الرابطة تفيد التنافر أو رفع التنافر بين جزئيها فهي شرطية انفصالية، كقولنا: أما أن يكون العدد زوجاً، وإمَّا أن يكون العدد فرداً، فان النسبة الرابطة التي بين قولنا العدد زوج، وبين قولنا العدد فرد تفيد التنافر والعناد بين الطرفين وهما في هذا المثال لا يجتمعان فيكون العدد زوجاً وفرداً معاً ولا يرتفعان فيكون لا زوجاً ولا فرداً، فهي التي حكم فيها بالتنافي بين طرفيها أو بسلب ذلك التنافي. والجزء الأول من الشرطية متصلة كانت أو منفصلة يسمى مقدماً. وهو في المتصلة ما يسميه النحاة شرطاً. والجزء الثاني من الشرطية مطلقاً يسمى تالياً. وهو في المتصلة ما يسميه النحاة جواباً وجزاء – وستتضح لك الحمليات والمتصلات والمنفصلات في الفصول الآتية إن شاء الله.

(وَالْقَضِيَّةُ إِمَّا مُوجَبَةٌ كَقَوْلِنَا زَيْدٌ كَاتِبٌ، وَإِمَّا سَالِبَةٌ كَقَوْلِنَا زَيْدٌ لَيْسَ بِكاتِبٍ)

القضية مطلقاً، حملية كانت أو شرطية متصلة، أو شرطية منفصلة،