صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/39

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٩ –

فيه عن كل ما عداها عرضياً ولم يشتمل على الجنس القريب، كالجسم النامي الضاحك، والجسم الضاحك، والنامي الضاحك، والحساس الضاحك، بل والضاحك وحده، والأعراض التي يختص مجموعها – لا كل واحد منها – بحقيقة واحدة، كقولنا في تعريف الإنسان: أنه ماش على قدميه، عريض الأظفار، بادي البشرة، مستقيم القامة، ضحاك بالطبع. فان ما عدا الأخير منها لا يختص واحد منها بالإنسان، ولكن مجموع تلك العوارض لا يوجد في غيره

فها أنت قد عرفت الفرق بين ذاتيات الماهية وعرضياتها، وعرفت قانون التحليل والتركيب في أجزائها ولوازمها، فإذا عرض لك مجهول تصوري وطلبت معرفته فاسلك طريق معرفته من هذه السبل توفق إلى الصواب بإذن الله تعالى. واحذر أن تشتبه عليك العرضيات بالذاتيات، والفصول البعيدة بالأجناس، فتضع العرض العام أو الفصل البعيد موضع الجنس، وتضع الخاصة موضع الفصل القريب. والله يتولى هداك ويلهمك الرشاد.

وإلى هنا وقف القلم عن الكلام في القسم الأول من المنطق وهو مباحث التصورات، وسنشرع بمعونة الله وتوفيقه في القسم الثاني منه وهو مباحث التصديقات، والله يتولى هدايتنا أجمعين