صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٢ –

فيه جنسه القريب وهو الحيوان، وكالحساس بالنسبة إلى الحيوان، فأنه قريب لإنه يميز الحيوان من كل ما يشاركه في جنسه القريب وهو الجسم النامي. والبعيد هو الذي يميز الشيء عن بعض ما يشاركه فيه جنسه البعيد، كالنامي والحساس بالنسبة إلى الإنسان، فإن النامي يميزه عن الجماد الذي يشاركه في جنسه البعيد الذي هو الجسم، ولكن لا يميزه عن الشجر والفرس اللذين يشاركانه أيضاً في هذا الجنس البعيد، والحساس يميز الإنسان عن الشجر ولا يميزه عن الفرس الذي يشاركه في الجسم النامي.

وربما خطر كأن تقول: أن النوع كالإنسان يميز زيداً عما يشاركه في الحيوان، وأن الجنس كالحيوان يميزه أيضاً عن بعض ما يشاركه في الجسم المطلق، والجسم النامي يميزه أيضاً عن بعض ما يشاركه في الجسم المطلق، فما للمناطقة لا يرضون أن يقال واحد من هذه الثلاثة في جواب أي شيء هو في ذاته كما يقال الفصل. فأقول لك آفة العلم النسيان. ألم أقل لك في صدر الكلام: أن مميز الشيء هو الذي يكون المرجع في التمييز إليه كما أن المشترك بين الماهيات هو الذي يكون المرجع في الاشتراك إليه، فالإنسان وأن ميز زيداً عن الفرس إلا أن المرجع في التمييز إلى الناطق لا إلى جملة معناه، والحيوان وإن ميزه أيضاً عن الشجر والحجر إلا أن المرجع في التمييز إلی الحساس لا إلى جملة معناه