صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣١ –

يكن الجزء الذي يرجع إليه الاشتراك، فحتم أن يكون هو الجزء الذي يرجع إليه امتياز الماهية عن غيرها وهو المطلوب.

وقد علمت مما سبق أن الذاتي الذي يقال فيه جواب ما هو إنما هو الجنس والنوع فقط، أما النوع فلأنه تمام ماهية الجزئيات المتفقة الحقيقة. وأمَّا الجنس فلأنه تمام ماهية الجزئيات المختلفة الحقيقة، فما يكون ذاتياً – ولا يصلح للجواب عن السؤال بما هو لا في حال الاتفاق ولا في حال الاختلاف – يجب أن يقال في جواب أي شيء هو في ذاته لأبه الجزء الذاتي المميز، وقد سبق لك أن أي شيء هو يسئل بها عن الميزات، فالفصل اذن هو الكلي الداخل في الماهية الذي يميزها عما يشاركها في جنسها، كالناطق بالنسبة إلى الإنسان، فأن الإنسان مركب من جزئين هما: الحيوان والناطق، فالحيوان هو الجزء المشترك بين الإنسان والفرس والحمار وبقية أنواع الحيوان، والناطق هو الجزء الثاني الذي يميزه عن جميع ما يشاركه في هذا الجنس، وقد عرفوه بأنه الكلي الذي يقال على الشيء في جواب أي شيء هو في ذاته.

واعلم أن الفصل نوعان: قريب أو بعيد، فالقريب هو الذي يميز الشيء عن جميع ما يشاركه في جنسه القريب، كالناطق بالنسبة إلى الإنسان، فهو فصل قريب، لأنه يميز الإنسان عن كل ما يشاركه