صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/3

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد: علم الهدي، ومنار اليقين، وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا في الله بأموالهم وأنفسهم حتى بلغوا المقام الأسمى، ووصلوا إلى الدرجة العليا، ورضي الله من علماء الأمة الإسلامية العاملين.

(أما بعد) فما زال الإنسان الأول يرتقي في نوعه حتى وصل إلى ضبط قواعد العلوم، وتحرير موضوعاتها، ثم لما لم تتحد الأفكار، ولم تتجه أنظار العلماء إلى صوب واحد، بل تعددت مذاهبهم، وكثر اختلافهم، نشأ عن ذلك الجدل في أيها أقرب من السداد، وأدني إلى المحجة الواضحة، ودفعهم حب الحقيقة، ونطلب الصواب إلى أن يضعوا حدًّا لحركات الذهن ينتهي إليه ولا يتجاوزه، ويجعلوا للفكر قيودًا تكبح جماحه أن يسترسل مع أعراض النفس وشهوتها؛ فكان ذلك كله علم المنطق الذي تتميز به صحة الرأي وفساده، ويظهر الحق من الضلال