صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/29

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٩ –

والذي يصلح جواباً عن السؤال بما هو أمران: الأول الجنس، وقد أسلفا لك أنه إنما يصلح للجواب إذا كان السؤال عن حقيقتين مختلفتين. والثاني هو الذي يصلح جواباً من الواحد والمتعدد من الأفراد المندرجة تحته كالإنسان. فإذا قلت: ما هو زيد، صح في الجواب أن تقول إنسان، لأن الإنسان – أعني للحيوان الناطق – هو تمام ماهيته، وإذا قلت: ما زيد وعمرو، صح في الجواب أيضاً أن تقول الإنسان لأنه هو تمام الماهية المشتركة بينهما، إذ لا تمايز بين أفراد الإنسان إلا بالمشخصات الجزئية. فهذا الذي يصلح للجواب من الواحد والمتعدد عند السؤال بما هو يسمى نوعاً، فهو الكلي الداخل في حقيقة جزئياته الذي يقال في جواب ما هو عند السؤال عن الواحد والمتعدد من الجزئيات المندرجة تحته، وقد عرفوه بأنه الكلي المقول على كثيرين مختلفين بالعدد دون الحقيقة في جواب ما هو. ولا أظنك بعد البيان السابق تحتاج إلى إيضاح شيء في تعريفه.

واعلم أن النوع قد يطلق ويراد به الماهية التي يقال عليها وعلى غيرها الجنس في جواب ما هو، سواء كانت الأفراد المندرجة تحتها متفقة في حقيقتها أولاً، ويسمى نوعاً اضافياً، فالإنسان نوع لأنه يقال عليه وعلى الفرس جنس في جواب ما هما وهو الحيوان، والحيوان نوع أيضاً لأنه يقال عليه وعلى الشجر جنس في جواب ما هما وهو