صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/19

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٩ –

اسوداد لونه، والبطيخ على حلاوة طعمه، تستند في الحقيقة إلى الوضع، لأنها لم تفهم من اللفظ إلا من حيث كونه موضوعًا للمعنى فأحر بها أن تسمَّى وضعية (قلت) الخطب في ذلك سهل فأما أن نفعل كما فعل المصنف اعتادًا على أصل الوضع ولا نجعلها من الدلالة الوضعية، وإما أن نلاحظ ما قلت، وحينئذ يجب تقسيم الدلالة الوضعية إلى مطردة تنقسم إلى المطابقة والتضمن والالتزام وإلى غير مطردة وهي التي سماها المصنف دلالة فعلية والله أعلم بالصواب

(ثُمَّ اللَّفْظُ إِمَا مُفْرَدٌ وَهُوَ الَّذِي لاَ يُرُادُ بِالجُزْءِ مِنْهُ دِلاَلَهٌ عَلَى جُزْءِ مَعْنَاهُ كَالإِنْسَانِ وَإِمَّا مُؤَلَّفٌ وَهُوَ الَّذِي لاَ يَكُونُ كَذلِكَ كَرامِي الْحِجَارَةِ)

اعلم أن اللفظ الموضوع لمعنى قد لا يكون له جزء أصلًا كهمزة الاستفهام وواو العطف، وقد يكون ذا أجزاء لا تدل على معنى كمحمد وعَليّ، وقد يكون لأَجزائه دلالة على معنى لكنه ليس جزء المعنى الموضوع له، كتاج الدين علمًا لرجل، فأن كل واحد من جزئيه دال على معنى ولكنه ليس جزأ للمعنى الموضوع له، وقد يكون ذا أجزاء دالة على معنی هو جزء المعنى الموضوع له ولكن لم يقصد منها الدلالة على ذلك الجزء من المعنى كالحيوان الناطق علمًا لرجل، فأنه وإن كان معنى الحيوان ومعنى الناطق جزأ من المسمى ولكن لم يقصد من التسمية