صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٨ –

فإمَّا أن تستند إلى الطبع أو لا. فأن استندت إلى الطبع فهي طبيعية كدلالة «أخ» على وجع الصدر، والأنين على المرض. فأن طبيعة المصدور تدفعه إلى النطاق بكلمة «أخ»، وطبيعة المرض تدفع إلى الأنين. فوجع الصدر والمرض مدلولان، لا بسبب الوضع ولكن بالاستناد إلى الطبع. والتي لا تستند إلى عمل ولا إلى طبع، فأما إن تستند إلى الوضع أو لا. فإن استندت إلى الوضع فوضعية، كدلالة الألفاظ الموضوعة لمعانيها المخصوصة في اللغة العربية واللغات الأخرى، فإن هذه المعاني المخصوصة انما تفهم من الألفاظ بواسطة أن كل لفظ منها وضع للمعنى الذي خص به. وإن لم تستند لا إلى عقل ولا إلى طبع ولا إلى وضع فهي التي سماها المصنف باسم الفعلية، وذلك كبقية الدلالات غير المطردة التي لا يبحث المنطقي عنها. فأنا قد أسلفنا لك أن الألفاظ كثيرًا ما تدل على معان ليست تمام المعنى ولا جرأه ولا لازمه الذي لا يتصور انفكاكه. فهذه المدلولات لا تستند إلى عقل أو طبع حتى تكون طبيعية أو عقلية، ولا إلى وضع حتى تكون وضعية، فهي إذًا دلالة حاصلة بالفعل، مستندة إلى إلف أو عادة أو نحوهما، ولك أن تسميها بما شئت، أو كما سماها المصنف دلالة فعلية. (فإن قلت) هذه الدلالات التي سميناها فعلية كدلالة حاتم على مكرم، ودلالة الزنجي على