صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٦ –

المعنى وداخل فيه وذلك قوله «وَعَلَى جُزْئِهِ بِالتَّضَمُّنِ» وسموا الدلالة على الخارج الذي لا يفارق المعني إذا فهم بالتبعية له دلالةً التزامية لأن اللزوم هو عدم الانفكاك وهذا الخارج كذلك.

وما ينبغي التنبه له أنه لا التباس في دلالة اللفظ على تمام معناه ولا في دلالته على أجزاء المعنى وإنما يوجد الالتباس في المدلولات الخارجة عن المعنى وأجزائه. وذلك أن اللفظ قد يطلق فيفهم منه معناه الموضوع له ويفهم منه شيء آخر لعلاقة مَّا بينهما كحاتم . ومادر . وأشعب . فإن هذه الألفاظ قد وضعت للذوات المعينة ولكنها إذا أطلقت يفهم منها معنى آخر وهو الكرم . والبخل . والطمع . لا لأن ذلك هو تمام المعنى أو جزؤه بل لأنه من الصفات الغالبة على المسميات بهذه الأسماء. وكالبطيخ إذا أطلق فهم معناه وهو الفاكهة المخصوصة وفهم معها حلاوة الطعم . وكالغراب . والزنجي . إذا أطلقا فهم معناهما وفهم مع كل منها سواد اللون، فمثل هذه المداولات وإن فهمت من اللفظ تبعًا للمعنى الموضوع له إلا أن المنطقي لا يعتبرها من نوع الدلالة الالتزامية لا لأنها غير مفهومة من الفظ تبعًا للمعنى بل لأنها غير مطردة، إذ من المحقق وجود البطيخة المرة الطعم ومن الممكن أن يوجد غراب وزنجي أبيض اللون، والمنطقي إنما يبحث عن المدلول الذي لا يفارق المعنى بحال من الأحوال. فالمدلول الالتزامي إنما هو الشيء