صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٥ –

من الشمع والخيط الذي يحيط به الشمع وفهم أيضًا أنها تنير المكان إذا أوقد ذلك الخيط.

«مثال آخر» القهوة إذا أطلقت فهم منها هذا الشراب المخصوص وفهم منها أيضًا الأجزاء التي تألفت منها وهي الماء والبن وفهم أيضًا مرارة الطعم وهكذا. وبالجملة فكل لفظ موضوعٍ لمعنى من المعاني فأن العالم بوضعه إذا سمعه فهم منه المعنى الذي وضع بإزائه ويتبع ذلك فهم الأجزاء التي يتألف منها ذلك المعنى واللوازمِ التي تلزمه. فبالضرورة يكون اللفظ دالاً على كل من هذه الأشياء لأن دلالة اللفظ هي كونه بحيث متى أطلق فهم منه المعنى، وهذه الثلاثة أعني المعنى الذي وضع اللفظ بإزائه والأجزاء التي يتألف منها المعنى واللوازم التي لا تفارق هذا المعني تفهم من اللفظ متى أطلق وإن كان الأخيران لا يفهمان إلا تبعًا للأول.

إذا تحققت هذا فاعلم أن المناطقة – دفعًا للالتباس – قد اختصوا كل واحد من هذه الثلاثة باسم خاص فسموا دلالة اللفظ على المعنى الذي وضع بإزائه، وهو المعنى بتمامه، دلالةَ المطابقة لأن المطابقة معناها الموافقة وقد توافق اللفظ والمعنى وذلك قول المصنف «اللَّفْظْ الدَّالُّ يَدُلُّ عَلَى تَمَامِ مَا وُضِعَ لَهُ بِاْلمُطابَقَةِ» وسموا دلالة اللفظ على جزء المعنى بالتبعية لفهم الكل دلالةً تضمنية لأنها دلالة على ما هو في ضمن