صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٤ –

(اللَّفْظْ الدَّالُّ يَدُلُّ عَلَى تَمَامِ مَا وُضِعَ لَهُ، بِاْلمُطابَقَةِ وَعَلَى جُزْئِهِ بِالتَّضَمُّنِ، وَعَلَى مَا يُلاَزِمُهُ فِي الذَّهْنِ بِالاِلْتِزَامِ، كَالْإِنْسَانِ فَإنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الحَيَوَانِ النَّاطِقِ بِالمُطَابَقَةِ، وَعَلَى أَحَدِهِمَا بِالتَّضَمُّنِ، وَعَلَى قابِلِ العِلْمِ وَصِنَعَةِ الْكِتَابَةِ بِالاِلْتِزَامِ)

لا شك أن الفظ الذي وضع بإزاء معنى من المعاني يدل على ذلك المعنى إذا أطلق فزيد الموضوع للذات المشخصة إذا نطق به ناطق وسمعه من كان عالمًا بوضعه له فإنه يفهم من هذا اللفظ تلك الذات المعينة وكما يفهم السامع من اللفظ معناه الذي وضع بإزائه فإنه قد يفهم أجزاء ذلك المعنى ويفهم لوازمه أيضاً.

«مثلًا كلمة ميزان» إذا أطلقت فهم السامع منها الآلة المخصوصة وهو المعنى الذي وضعت بإزائه وفهم أيضًا الكفتين والمنجم 1 مما هو جزء للمعنى الموضوع له اللفظ وفهم أيضاً خاصة هذه الآلة وهي إنها واسطة لعلم مقادير الأشياء وزناً.

«مثال آخر» الشمعة إذا أطلقت فهم منها ذلك الشكل الاسطواني المعروف وهو المعنى الذي وضعه اللفظ وفهم أيضًا أجزاؤه


  1. الكفة بالكسر وتفتح «المنجم» كمنبر الحديدة المعترضة بين كفتي الميزان وفيها لسانه