صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ۱٢ –

فهذه الطرق التي شرعها الحق سبحانه لاكتساب المجهولات من المعلومات هي التي استنبطها المتقدمون أحسن الله جزاءهم ودونوها في مؤلفاتهم وسموها على المنطلق. فالمنطق إذًا هو مجموع القواعد والقوانين التي إذا راعاها طالب العلم في اكتسابه للمجهولات أمن من الخطأ في طريق كسبه، ومعلوماتنا كمجهولاتنا منها ما هو تصور كإدراك مفهوم الإنسان والحيوان والفرس ونحوها، ومنها ما هو تصديق المعني التصديقي في قولنا العلم نافع والحياء من الإيمان والدين النصيحة. وطريق اكتساب التصورات مي المعرفات حدودًا كانت أو رسومًا وطريق اكتساب التصديقات هي الأقيسة والبراهين وللمعرفات مقدمات هي الكليات الخمس التي تتألف منها تلك المعرفات وللأقيسة والبراهين مقدمات هي القضايا التي تتألف منها الأقيسة وأحكام تلك القضايا من عكوسها ونقائضها على ما سيأتي تفصيله.

وحسبك أيها الطالب - أرشيك الله وأنت على عتبة باب هذا العلم العظيم القدر - أن تعلم أن المنطق هو ميزان العلوم وأنه مجموع القواعد التي تعصم مراعاتها الذهن من الخطأ في ترتيب المعلومات لاكتساب المجهولات. وأضرب لك مثلًا تتحقق منه صدق ما ذكرته لك. أن مشيخة علماء الإسكندرية قد حتمت على كل طالب في السنة الثالثة أن يتلقى علم المنطق وقد نُقلتَ في الامتحان من السنة الثانية