صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/11

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١١ –
﴿ وقال المصنف رحمه الله تعالى

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ. الحْمَدُ اللهَ عَلَى تَوْفِيقِهِ. وَنَسْأَلُهُ هِدَايَةَ طَرِيقِهِ. وَنُصَلَّي عَلَى مُحَمَّدِ وَعِتْرتِهِ أَجْمَعِينَ. وَأَمَّا بَعْدُ فَهذِهِ رِسَالَةٌ فِي المَنْطِقِ أَوْرَدْنًا فِيهَا مَا يَجِبُ اسْتِحْضَارُهُ لِمَنْ يَبْتَدِئُ فِي شَيءٍ مِنَ الْعُلُومِ مُسْتَعِينًا بِاللهِ تَعَالى إِنَّهُ مُفِيضُ الْخَيْرَ وَالجَودِ)

اعلم أيها الطالب - أرشدني الله وإياك إلى الحق المبين- أن البارئ جلت قدرته خلق الإنسان ومنحه الشرق إلى علم ما هو جهول لديه ووهبه القدرة على اكتساب تلك المجهولات ومهد له طريقًا سويًا إلى اكتسابها فكان ما يعلمه موصلًا إلى علم ما يجهله والله ذو الفضل العظيم. خلق الله الإنسان مسوقًا فطرته إلى اكتساب المجهولات من المعلومات وشرع للاكتساب طرقًا محدودة لا يضل سالكها فأصحاب الفطر السليمة فطرتهم سلامة فطرتهم عن تعرف هذه الطرق في المسائل النظرية كما يستغنى عنها عامة البشر في المسائل الضرورية. ألا ترى أن العامي أو الطفل الصغير إذا قلت له ماذا تفعل هذه الفحمة المتقدة إذا وضعت فوق هذا الحصير أليس يقول إنها تحرقه فإن قلت له ولم ذلك أليس يقول إنها نار، فهذا الذي يقوله العامة والطفل يرجع إلى قياس منطقي هو قولنا هذه نار وكل نار محرقة لينتج أنها محرقة