٧٧
W السودان ويليهم من جهة المغرب البحر المحيط فاقام الامير يحيى بن ابراهيم على رئاسة صنهاجة وحروبهم مع أعدائهم الى سنة سبع وعشرين واربع مائة فاستخلف ولده أبراهيم بن يحيى على رئاسة صنهاجة وحروبهم مع أعدائهم وأرحل إلى المشرق برسم حج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي عليه السلام فوصل فقضى حجه وزيارته وقفل الى بلاده فمر في طريقه بمدينة القيروان فلقى بها الفقيه الصالح أبا عمران موسى ابن ابى حاج الفاسي كان قد رحل من مدينة فاس فاستوطن القيروان ياخذ عن أبي الحسن القابسي ثم رحل إلى بغداد فحضر بها مجلس الفقيه القاضي الى بكر الطيب فاخذ عنه علما كثيرا ثم عاد إلى القيروان فلم يزل بها حتى توفي رحمه الله لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان المعظم سنة ثلاثين واربع مائة ، فلما وصل يحيى بن ابراهيم الجدالى إلى القيروان الفى بها أبا عمران الفاسي يدرس العلم فجلس اليه وسمع منه فرواه أبو عمران محيا في الخير فاعجبه حاله فساله عن اسمه ونسبه وبلده وأخبره بذلك وأعلمه بسعة بلاده وما فيه من الخلق فقال له ومن ينتحلون من المذاهب فقال له أنهم قوم غلب عليهم الجهل وليس لهم كثير علم فاختبره الفقيه وساله عن موجوبات دينه ولم يجده يعرف من دينه شيا ولا يحفظه لا من الكتاب ولا من السنة الا انه حريص على التعلم صحيح النية والعقيدة واليقين جاهل بما يصلح دينه فقال له ما يمنعك من تعليم العلم فقال له يا سيدي ان اهل بلادنا قوم عنهم لجهل ليس فيهم من يقرا القرآن وهم مع ذلك يحبون الخير ويرغبون فيه ويسارعون اليه لم يجدوا من يقرئهم القرآن ويدرسهم العلم ويفقههم في دينهم ويدعوهم الى العلم بالكتاب والسنة ويعلمهم شرائع الإسلام ويبين سنن النبي عليه السلام فلو ابغيت الثواب من الله تعالي في تعليمهم الخير لبعثت معي الى بلدنا بعض طلبتك وتلاميدك فيقرئهم القرآن ويفقههم في الدين فينتفعون به ويسمعون له ويطيعون فيكون لك في ذلك الاجر العظيم والثواب الجسيم عند الله تعالى ان تكون سببا لهدايتهم فندب الشيخ الفقيه أبو عمران تلاميده الى ذلك فامتنعوا منه وأشفقوا من دخول الصحراء ولم يجبه منهم أحد ممن يرضاه الشيخ فلما ينس منهم قال له انى اعرف ببلاد نفيس من أرض المصامدة فقيها حادقا تقيا ورعا لقينى هنا وأخذ على علما كثيرا وعرفت ذلك منه أسمه وجاج بن زلوا اللمطى من أهل السوس الاقصى وهو الان يتعبد ويدرس العلم وبدعوا الناس الى الخير فى رباطة هنالك وله تلاميد جملة يقرون عليه العلم أكتب له كتابا لينظر في تلاميده من يبعثه معك فسر اليه فعنده تجد