٢٠
علون المذكور و التفات الاشجار و هرير المياه و الانهار و كثرة الوحش المؤدية بها و كان الرعات يتحامونها بمواشيهم و لا يسلكها الا الجماعة من الناس فعرف ادريس بخبر علون حين شرع فى بناء عدوة الاندلس فامر بالقبض عليه فخرجت الخيل فى طلبه فقبض عليه و اتى به اليه فامر بقتله و صلب على شجرة هنالك كانت على راس العين المذكورة فبقى علون مصلوبا على تلك العين حتى تمزقت اشلاءه و سقطت اوصاله فسمّيت العين به الى الان، و ادار الامام ادريس سور عدوة القرويين و ابتداه من راس عقبة عين علون و صنع براس العقبة بابا و سمّاه باب افريقيّة و هو اوّل باب صنع بالمدينة المذكورة ثم هبط بالسور على عين ذردور حتى وصل به الى عقبة السعتر فصنع هنالك بابا و سمّاه باب حصن سعدون ثم هبط بالسور الى اوّل اغلان فصنع هنالك بابا و سمّاه باب الفرس ثم ادار السور مع اغلان حتى وصل به شفير الوادى الكبير الفاصل بين العدوتين فصنع هنالك بابا و سمّاه باب الفصيل و هو الباب الذى يخرج منه الى بين المدينتين ثم جاز الوادى بالسور و طلع به مع طفّة النهر خمس مسافات و صنع هنالك بابا سمّاه باب الفرج و هو الذى يسمّى الان باب السلسلة ثم جاز النهر ايضا بالسور الى عدوة القرويين و طلع به مع النهر الكبير فى اسفل القلعة الى عيون بين اللصادى الى الجرف و صنع هنالك بابا سمّاه باب الحديد و هو فى اعلاء القلعة مما يلى الجرف ثم سار بالسور من باب القلعة المذكورة الى باب افريقيّة فجاءت عدوة القرويين مدينة متوسّطة كثيرة الانهار و العيون و البساتين و الارحا لها ستّة ابواب و ابتدا ايصا سور عدوة الاندلس من جهة القبلة فبنا باب الفوّارة هنالك و منه يخرج الى مدينة سجلماسة و هو الان مبنى يعرف بباب زيتون ابن عطيّة لم ينفتح من سنة عشرين و ستّ مائة و هبط بالسور على المخفية الى الوادى الكبير الى برزخ و عمل هنالك بابا يقابل باب الفرج من عدوة القرويين ثم سار بالسور على الشبيوبة و فتح هنالك باب يعرف بباب الشبيوبة مقابل لباب الفصيل من عدوة الفرويين ثم سار بالسور الى راس حجر الفرج فصنع هنالك بابا سمّاه باب ابى سفيان و منه يخرج الى بلاد غمارة و الى الريف ثم سار بالسور على جروارة فصنع هنالك بابا شرقيا يعرف بباب الكنيسية و منه كان يخرج الى بلاد تلمسان و منه يخرج الى حارّة المرضى فلم يزل الباب على ما بناه ادريس الى ان هدمه عبد المومن بن علىّ ايام ظهوره على المغرب و فتحه لمدينة فاس و ذلك فى سنة اربعين و خمس مائة فلم يزل الباب مهدوما الى ان بناه الناصر بن المنصور المؤحّد حين جدّد سور المدينة و ذلك فى سنة احدى و ستّ مائة و سمّاه باب الخوخة و كانت حارّة المرضى بخارج هذا الباب ليكون سكناهم تحت مجراالريح