انتقل إلى المحتوى

صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (طبعة أوبسالا، 1259هـ ).pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧ 

و قرابته من رسول الله صلّى الله عليه و سلم و شرفه و علمه و دينه و كمال خلال الفضائل المجتمعة فيه فقالوا له الحمد لله الذى اتانا به و شرّفنا بجواره و رويته فهو سيدنا و نحن عبيده نموت بين يديه فما تريد منّا قال تبايعوه قالوا سمعا و طاعة ما منّا من يتوقف عن بيعته و ما يريد.

الخبر عن بيعة الامام ادريس الحسني

هو الامام القائم بالمغرب الاقصى ادريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علىّ بن ابى طالب رضى الله عنهم بويع له بمدينة و ليلى يوم الجمعة الرابع من شهر رمضان المعظم سنة اثنين و سبعين و مائة و كان اول من بايعه قبائل اوربة بايعوه على الامارة و القيام بامرهم و صلواتهم و غزوهم و احكامهم و كانت اوربة فى ذلك الوقت اعظم قبائل المغرب و اكثرها عددا و اشدّها قوة و باسا و احدّها شوكة ثم بعد ذلك اتته قبائل زناتة و اصناف قبائل البربر من اهل المغرب منهم زواغة و زوارة و لماية و لواتة و سدراتة و غياثة و نفرة و مكناسة و غمارة فبايعوه و دخلوا فى طاعته فقويت اموره و تمكّن سلطانه و وفدت عليه الوفود من كلّ ناحية و ساير البلدان. و قصد اليه الناس من كلّ سفع و مكان فاستقام امره بالمغرب و اخذ جيشا عظيما من وجوهقبائل زناتة و اوربة و صنهاجة و هوارة و غيرهم فخرج بهم غازيا الى بلاد تامسنا فنزل اولا مدينة شالة ففتحها ثم فتح بعدها ساير بلاد تامسنا ثم سار الى بلاد تادلا ففتح معافلها و حصونها و كان اكثر هذه البلاد على دين النصرانيّة و دين اليهوديّة و الاسلام بها قليل فاسلم جميعهم على يديه ثم قفل الى مدينة و ليلى فدخلها فى اخر شهر ذى حجّة من سنة اثنين و سبعين المذكورة فاقام بها شهر المحرّم مفتتح سنة ثلاث و سبعين حتى استراح الناس ثم خرج برسم غزو من بقى بالمغرب من البربر على دين النصرانيّة و اليهوديّة و المجوسيّة و كان قد بقى منهم بقية متحصّنون فى المعاقل و الجبال المنيعة فلم يزل الامام ادريس يجاهدهم و يستنزلهم حتى ادخلوا فى الاسلام طوعا و كرها و فتح بلادهم و معاقلهم و اباد من ابى الاسلام منهم بالقتل و السبى و دمر بلادهم و هدم معاقلهم منها حصون بنى لاوة و حصون مديونة و بهلولة و قلاع غياثة و بلاد فازان ثم رجع الى مدينة و ليلى فدخلها فى النصف من جمادى الاخرة من سنة ثلاث و سبعين المذكورة فافام بها بقية جمادى المذكورة و النصف من رجب التالى له حتى استراح جيشه ثم خرج من نصف رجب المذكور برسم غزو مدينة تلمسان و من بها من قبائل