١٩
14 منذ مائة سنة أنه وجد في كتاب علمه أنه كان بهذا الموضع مدينة تسمى ساف خربة منذ ألف سنة وسبع مائة سنة وانه يجددها ويحيى اثرها ويقيم دارسها رجل من عال بيت النبوة يسمى ادريس يكون لها شان عظيم وقدر جسيم لا يزال دين الاسلام قادم بها الى يوم القيامة فقال ادريس الحمد لله أنا أدريس وانا من حال بيت رسول الله صلی الله عليه وسلّم وانا بانيها ان شاء الله تعالى، فكان ذلك مما قوى عزم أدريس على بنائها فشرع في حفر أساسيا، قال المؤلف ويدل على صحة هذه الرواية ما رواه البرنوسي أن رجلا من اليهود احتفر اساس دار يبنيها لسكناه بقنطرة عزيلة من المدينة المذكورة والموضع يومين شعرة بالطخش والبلوط والطرقاء وغير ذلك فوجد في الاساس دمية رخام على صورة جارية منقوشة على صدرها بالخط المسند هذا موضع تمام عمر الف سنة ثم حرب فاقی موضعه بيعة للعبادة، وكان تأسيس أدريس لمدينة فاس على ما ذكره المؤرخون الذين عنوا بتاريخها وبحثوا عن ابتداء أمرها في يوم الخميس غرة الأول ربيع المبارك سنة اثنين وتسعين ومائة للهجرة اسس عدوة الاندلس منها وادار بها السور وبعدها بسنة اسست عدوة القرويين وذلك في غرة ربيع الآخر من سنة ثلاث وتسعين ومانة وابتدأ ببناء سورة عدوة الاندلس القبلى قادار انسور على جميعها وبنا بنا الجامع الذي برحبة البير المعروف بجامع الاشياخ واقام به الخطبة ثم شرع في بناء العدوة القرويين في سنة ثلاثة وتسعين المذكورة وكان موضعها شعرة وغياضا ملتفة فكان يقطع الشجرة والحشب ويبنى فى موضعه وعجبه ما رعاه . من كثرة العيون بها وتدفق الانهار فانتقل عن عدوة الاندلس اليها ونزل منها بموضع يعرف بالقرمدة وحرب فيه قيطونة تاخذ في بناء الجامع فبنا المسجد المعروف الان بجامع الشرفاء شرفه الله بذكره واقام فيه الخطبة اخذ في بناء دارة المعروفة الان بدار القيطون التي يسكنها الشرفاء الجوطيون من ولده ثم بنا القيسارية الى جانب المسجد الجامع وأدار الاسواق حوله من كل جانب واسر الناس بالبناء والغرس وقال لهم من أنشاء موضعا واغترسه قبل تمام السور بالبناء فهم له هبة ابتغاء وجه الله تعالى فبنا الناس الديار واغترسوا الثمار وكثرت العمارة والغيط: فكان الرجل يختط موضع منزله وبستانه من الشعرا ثم يقطع منه الخشب فيبني به لا يحتاج الى خشب غيره، ووفد عليه في تلك الايام جماعة من الفرس من بلاد العراق فانزلهم بناحية عين علون ومنهم بنو ملونة وكانت عين علون شعرا من نخش وعليون وكلخ وبسباس واشجار برية وكان بها عبد أسود يقطع الطريق هنالك وكان الناس قبل بناء المدينة يتحامونها ولا يمرون بتلك الناحية ولا يقدر أحد على سلوكها من أجل تم