١٩٢
١٩٣ ضعفت دولة الموحدين وظهر فيها النقص وتبين اى تبیین و صارت ملوكهم ليس لهم حكم في البوادى وانما سلطانهم وأمرهم في المدائن خاصة وكثرت الفتن بين القبائل واشتد الخوف في الطرقات والمشاهد ونبذ أكثر الناس الناعة وفارقوا الجماعة وقالوا لولاتهم لا سمع ولا طاعة فاستوى الدنى والشريف واكل القوى الضعيف وكان من قدر على شيء صنعه ومن أراد شرا ابتدعه ليس لهم سانان يحقهم ولا امير يردهم ويمدهم وكانت قبائل فازان من جناتتة وقبائل العرب والبربر يقطعون الطرقات ويغيرون على القرى والنجاشر مع الاحيان والاوقات فلما رعا الأمير أبو سعيد بن عبد المحق ملوك الموحدين قد ضعفت دولتهم وضيعوا حرمتهم واصلوا راعيتهم واعتكفوا في قصورهم واحتجبوا عن مهمات امورهم واشتغلوا بالخمر والغواني وتلذذوا باللهو وسماع الاغاني وردا ان ضلاليم قد تبين وغزوهم على من له قوة قد تعين وخلعهم أوجب الوجائب لعجزهم عن القيام بالمحق الواجب مجمع اشياخ مرين ونديم الى القيام بامر الدين والنظر في مصالح المسلمين فوجدهم الى ذلك مسرعين فسار بجيوشهم الوافرة وجنودهم المنصورة الظافرة في بلاد المغرب وقبائله وجباله وأوديته ومناهله في سارع الى بيعته ودخل في ضاعته عامنه ووضع عليه الخراج وتركه امنا منيعا ومن خادعه ونابده آباده نهما وقتل وغادره سريعا ، فكان أول من بايعه من قبائل بالمغرب هوارة وزجارة ثم تسول ومكناسة ثم بطوية وقشتالة ثم سدراتة وبهلولة ومديونة فوضع عليهم الخراج واخرج لهم الحفاظ وصالح أهل مدينة فاس ومكناسة ورباط تازا وقصر عبد الكريم على أموال معلومة يودونها اليه في كل سنة على أن يـومن بلادهم ويرفع عنهم الغارات ويرفع عنهم اذى من كان يونيهم من القبائل، وفى سنة عشرين وست مائة غزا الأمير أبو سعيد بلاد تازان و من بها من قبائل جناتة فاتخن فيهم حتى العنوا له بالطاعة وكفوا أذاهم عن الناس واستكفوا عن الفساد ، وفي سنة احدى وعشرين غزا من بفحص ازغار من القبائل والعرب وايادهم واخلا البلاد منهم وكان رحمه الله شديد الحزم ذا نجدة وشجاعة وعزم له رأى سديد وعضد شديد وكرم و ايثار وحماية الدمار وحفظ للتجار وحياء والدين والفصل مستبين معظما للفقهاء مكرما للصلحاء سلك بذلك منهاج ابيه وطريقته ولم يزل على ذلك حتى توقى رحمه الله اغتاله على كان له رباه صغيرا ضربه بحرية في منحره فات من حينه وذلك في