١٣٣
الام الخبر عن صقة أمير المومنين عبد المومن بن على وسيره وفضله رحمه الله تعالى دنت ولاية عبد المومن حسنة وسيرته جيدة ثم يكن في ملوك الموحدين مثله احسن عطية ولا فروسية ولا دينا ولا اكثر علما منه وأما صفته فكان أبيض اللون مشربا حمرة اكحل العينين اجعد تام القدّ له وقوة تبلغ شحمة اذنه ارج الحاجبين قلائم الانف عريضة مستدير اللحية فصيح اللسان فقيباً عالما بالجدل فقيها في عام الانمول حافظ الحديث النبي صلى الله عليه وسلم متقن الرواية مشاركا في كثير من العلوم الدينية والدنياوية أسما في النحو واللغة والادب والقراءات ذاكرا التاردن وأيام الناس حسن السيرة نقد الراى ذا حزم وسياسة وشجاعة واقدام في الحرب وفى مهمات الامور سرى الهمة ميمون النقيبة منصورا مويدا لم يقصد فن بلدا الا فتحها ولا قتل جيشا الا عزمه وكان مع ذلك سخيا كريم الاخلاق محميا في أهل العلم والادب مقربا لهم مشرقا لوناداتهم مشفقا لبتاعتهم ونه شعر رائف حسن ، وقيل انه خرج يوما مع وزيرة الى جعفر بن عطية متنزه إلى بعض بساتين له بمراكش قمر فى طريقه بشارع من شوارع المدينة فاذا بنى في دار عليه شباك خشب قد قابله منها وجه جارية كانها الشمس الصحية قد بادرت الطاق تنظر اليه فنظر اليها عبد المومن فتجبه حسنها وحلت من قبلية كل محل فقال ارتجالا قدت فوادى من الشباك اذ نظرت فقال أبو جعفر خذو اثاری با عال العشاق بالمقل فقال عبد المومن كانها لحطها في قلب عاشقها فقال أبو جعفر سيف المويد عبد المومن بن على شرب عبد المومن و استحسن اجازة وزيره فخلع عليه وأمر له يمال جزيل ، قال ابن كانت تعبد المومن ذات ريسة وهمة سنية على انه لم يكن من بيته ملاك جنون