١١٥
الخبر عن غزواته وحروبه مع لمتونة
قال المؤلف عفا الله عنه لما هزم الموحدون جيوش امير المسلمين علي بن يوسف عظم أمر المهدي وقوي سلطانه وركب أكثر جيشه على خيل المرابطين التي غنموها من عساكرهم فنهض الى قتال المارقين وقتال أهل الزيغ الـمـبـطلين. فسار حتى نزل بجبل جليز قريبا من المدينة فأقام بها ثلاثة أعوام يباكر جيوش لمتونة بالقتال ويراوحعم في كل يوم من سنة ست عشرة إلى سنة تسع عشرة فلما طال مقامه هنالك ارتحل الى وادى نفيس وسار مع مسيل الوادی فانقاد إليه أکثر تلك الجهات والنواحي من السهول والجبال، وبايعته قبائل كدميوة، ثم غزا بلاد رجراجة فأخذهم بالدعوة إلى معرفة الله تعالى وتعليم شرائع الإسلام فسار في بلاد المصامدة وكل من اختلف عن دعوته غزاه الموحدون، ففتح بلادا كثيرة ودخل في طاعته عالم كثير من قبائل المصامدة ورجع إلى تينمل فأقام بها شهرین حتى استراح الناس ثم غزا مدينة أغمات وبلاد هزرجة فخرج إليها من تينمل في ثلاثين ألفا من الموحدين فاجتمع أهل أغمات وقبائل هزرجة وخلق كثير من الحشم ولمتونة وغيرهم واستعدوا لقتل المهدي فالتقى الجمعان فكان بينهما قتل شدید فنصر عليهم المهديون فهزموهم وقتلوا منهم خلقا كثيرا. وقسم المهدي الانفال على الموحدين تم غزا قبائل درن فسار فيه يقتل من عصا ويومِن من اتبعه وانقاد إليه ففتح جميع قلاع درن وحصونه وأوديته وطاع له جميع من فيه من قبائل هنتاتة وجنفيسة ومرغة وغيرها ثم رجع الى تينمل فاقام بها مدة حتى استراح الناس فميز الموحدين وأمرهم بالخروج إلى قتل مراكش وجهاد من بها من المرابطين وقدم عليهم عبد المومن بن علي وأبا محمّد البشير وجعل إمام الصلاة عبد المومن بن على فارتحل بعسكر الموحدين من تينمل قاصدين إلى مراكش فلما وصلوا الى أغمات تلقاهم بها الأمير أبو بكر بن علي بن يوسف اللمتونى فى جيش عنيد من لمتونة وقبائل صنهاجة والحشم وغيرهم فكانت بينهم حروب عنيفة ثمانية أيام ثم منح الله تعالى الموحدين النصر وهزم الأمير أبو بدر بن علي ولمتونة واتبعهم عبد المومن بن علي بجيش الموحدين يقتلونهم بكل فج واتصلت الهزيمة بهم الى أن أدخلوهم مراكش وسدوا الأبواب في وجوههم فحاصروهم بها ثلاثة أيام ثم ارتحلوا عنها إلى تينمل وذلك في شهر رجب الفرد