صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/224

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٠٦
الأمثال العامية

سرّ الفتى من دمه إن فشا
فأوله حفظا وكتمانا
فاحتط على السرّ بكتمانه
فإنّ للحيطان آذانا
ولآخر:
وبارد الطلعة جاذابا
واسترق السمع فآذانا
نقلت للجلاس لا تنبسوا
فإنّ للحيطان آذانا
١١١٠ - «الْحِيْطَةْ الْوَطْيَةْ يُنُطُّوا عَلِيهَا الْكِلَابْ»
الحيطة (بالإمالة) الحائط والنطّ الوثب، أى الحائط القصير تثب الكلاب وتعلو عليه. يضرب للضعيف المستهان به وتطاول الناس عليه حتى الأدنياء.
١١١١ - «حَيّْ طَلَبْ مُوتْ حَيّْ مَجْنُونْ يِسْتاهِلْ الْكَيّ»
أي إذا توقع شخص موت آخر وظلّ منتظراً له ليشمت به أو ليصيب من ميراثه فهو مجنون يستحق أن يعالج بالكيّ في دماغه لأن الأعمار بيد الله والله درّ القائل:
لعمرك ما أدري وإني لأوجلي
على أينا تـعـــــدو المنية أوَل
۱۱۱۲- «الْحّيّْ مَالُهْ قَاتِلْ»
أي من لم يحن أجله لا يموت ولو قصد قتله. قال الجبرتي في ترجمة كجك محمد المتوفى سنة ١١٠٦ ما نصه: «واتفق أن أحمد البغدادلي أقام مدّة يرصد المترجم يمرّ من عطفة النقيب ليضربه ويقتله إلى أن صادفه فضربه بالبندقية من الشباك فلم تصبه وكسرت زواية حجر وأخبروه أنها من يد البغدادلي فأعرض عن ذلك وقال: الرصاص مرصو والحيّ ماله قاتل»1 ويدل هذا على أن المثل كان أمثال ذلك العصر وليس بمستحدث في عامية اليوم.
۱۱۱۳ – «حِيلِةِ المِقِلّْ دُمُوعُه»
أي هـذا جهد المقلّ فإنه لا يملك في الشدائد غير دمعه. وأورده الأبشيهي في المستطرف2 في أمثال العامة برواية: (جهد) بدل (حيلة) وانظر في الميم قولهم: (ما شلتك يا دمعتي إلا لشدّتي)
١١١٤ - «الْحَيَّةْ تِخَلِّفْ حُوَيَّةْ»
يضرب في مشابهة الولد لأحد أبويه في الشر، ومثله من الأقوال القديمة: «هل تلك الذئبة إلّا ذئباً» ذكره ابن شمس الخلافة في كتاب الآداب3.

  1. ج ١ ص ٤٣
  2. الجبرتي ح ١ ص ٩٣
  3. ص ١٤٧ س ٢