صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/162

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٤٤
الأمثال العامية

۷۹۳ - «بَعْدِ الْقَمْلْ والسِّيبَانْ بَقَى أَحْمَرْ وَأَخَضَرْ وِمْلَطّعْ عَ الْحِيطَانْ»
السيبان (بكسر الأول): الصئبان، وهي في اللغة جمع صؤاية، أي بيضة القمل، والعامة تطلق السيبان على صغار القمل، والمراد بعد الوضاعة والقذارة بدلت الحال وتغيرت وتجاوزت الأصباغ الخدود إلى الحيطان. والخضرة ليست مما يستعمل في ذلك وإنما يقصدون بذكرها زيادة التشنيع. يضرب في تجاوز الحد في الظهور بمظهر الرفاهية بعد الفقر وما يحيط به.
۷۹٤ - «بَعْدِ مَا أَكلْ وِاتّكَى قَالْ دَهْ رِيْحْتْه مِسْتِكَى»
الريحة (بكسر الأول): يريدون بها الرائحة. والمستك (بكسر فسكون فكسر): المصطکی، وهو علك رومي معروف طيب الرائحة، أي بعد أن امتلأ شبعاً وانقضت شهوته من الطعام أخذ يظهر عيوبه ويدعي أن رائحته لا توافقه. يضرب لن يعيب الشيء بعد قضاء حاجته منه.
۷۹٥ - «بَعْدْ مَا رَاحِ الْمَقبَرَةْ بِقى في حَنَكُهْ سُكَّرَةْ»
بقى بمعني صار: والحنك: يريدون به الفم، أي بعد أن مات وذهب أصبح وفي فمه سكرة عندكم، يريدون كنتم لا تأبهون له لما كان بينكم وتذمونه فلما ذهب عنكم مدحتموه ونسبت له المناقب. يضرب لمدح الشيء والتعلق به بعد ذهابه من اليد، وقريب منه قولهم: (يموت الجبان يبقى فارس خيل) وسيأتي في المثناة التحتية. وأنظر فيها أيضاً: (يا عينه با حواجبه) إلخ. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة لبعضهم في المعنى:
رأيت حياة المرء ترخص قدره
فإن مات أغلته النار الطوائح1
۷۹٦ - «بَعْدْ مَا شَابْ وَدُّوهْ الْكُتَّابْ»
ودوه محرف عن أدوه، ويريدون به ذهبوا به، أي بعد الكبر والشيب ذهبوا به إلى الكتاب ليتعلم. يضرب فيمن يكلف بأمر فات وقته، أو من يحاولون تعويده على أمر لم يتعوده وفي معناه من أمثال العرب: (عود يقلح) والعود (بفتح فسكون): البعير المسن والتقليح: إزالة القلع والخضرة في أسنان الإبل، والصفرة في أسنان الإنسان.

  1. ص ١٢٣