صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/122

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٠٤
الأمثال العامية

٥٨٦ - «إنْ سَبِّ النَّذْلْ فِي أَهْلُهْ لَا خِيرْ فِيهْ وَلَا فِي أَهْلُهْ»
أي إن سب النذل أهله لم يأت شيئًا فريًّا فإنهم أنذال مثله لا خير فيهم جميعًا.
٥۸۷ - «إنْ سَبَقكْ جَارَكْ بِالْحَرْتْ إسْبَقُهْ بِالمُحَاياهْ»
المحاياة عندهم السقية الأولى يُسقاها الزرع، أي إذا سبقك جارك بحرث أرضه وبذرها فاسبقه أنت بالسقي يبکّر زرعك ويصحّ. والمراد إذا سبقك بوسيلة فاسبه أنت بأخرى ولا تتوانَ في أمورك.
٥٨٨ - «إِنْ سِلِمِ الْمَارِسْ مِنِ الْحَارِسْ فَضْلْ مِنَ الله»
المارس: الخط من الزرع. والمعنى قبل أن نفكر في سلامته من اللصوص ينبغي لنا التفكّر في سلامته من حارسه فإنه إن سلم منه فذلك فضل من الله. يضرب في ضياع الأمانة. وانظر: (حاميها حراميها). وأنشد ابن قتيبة في عيون الأخبار1 لعبد الله بن همام السّلُوني:
أقلّي على اللوم يا أم مالك
وذُمّي زمانًا ساد فيه الفلاقس
وساعٍ مع السلطان ليس بناصح
ومحترس من مثله وهو حارس
الفلاقس: البخلاء اللئام. وفي ماده (ح ر س) من اللسان: «وفي المثل محترس من مثله وهو حارس يقال ذلك الرجل الذي يؤتمن على حفظ شيء لا يؤمن أن يخون فيه»، ومن أمثال العرب في هذا المعنى: (حِفْظًا من كالئك) أي احفظ نفسك ممّن يحفك. ومن طريف ما رأيته في كتاب الوزراء والكتّاب للجهشیاري أن عمر بن مهران كان يأمر الوكلاء والمال الذين يعملون معه أن يكتبوا على الرواشم التي يرشمون بها الطعام: «اللهم احفظه ممّن يحفظه». والمراد بالطعام البُرّ. والروشم: خشبة مكتوبة بالنقر بختم بها كدس البُرّ وتسميها العامة الآن: (خِتم الجُرن).

  1. طبعة دار الكتب ج ١ ص ٥٧ - ٥٨