صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٨٨
الأمثال العامية


٤۹٥ - «إللِّى يِفْتَحْ بَابْنَا يَاكُلْ لِبَابْنَا»
اللباب (بكسر أوله وصوابه الضمّ) يريدون به لباب الخبز، أى من برّنا بالزيارة والسؤال عنّا كان حقيقًا بالإكرام. وفى رواية: (مِن زَق بابنا أكل لباينا) وسيأتي فى الميم.
٤۹۹ - «إللِّى يِفَتِّشْ وَرَا النَّاسْ تِفَتِّشْ النَّاس وَرَاهْ»
أى من ولع بالبحث فى أمور الناس والتنقيب عن نقائصهم دعاهم إلى مقابلته بمثل ذلك ولو کف کفوا. والعرب تقول فى أمثالها: (مَن غربل الناس نخلوه) أى من فتَش عن أمور الناس وأصولهم جعلوه نخالة، كذا فى أمثال الميدانى.
٤۹۷ - «إللِّى يِفْتِنْ لَكْ يِفْتِنْ عَلِيكْ»
الفتنة يريدون بها الوشاية، أى من ينقل إليك ينقل عنك فحاذر منه ولا تركن إليه. وفى معناه قول أبي الأسود الدؤلى:
لا تقبلنّ نميمة بُلغَتها
وتحفظنّ من الذى أنباکها
إن الذى أهدى إليك نميمةً
سيتم عنك بمثلها قد حاكها1
٤۹۸ - «إللِّي يِفَرَّقُهْ العَوِيلْ يِسِفُّهْ»
العويل عندهم الساقط الهمة الدنيء الذى يعيش من فضل غيره ويرضى أن يكون عالة على الناس. والمعنى أن ما عند هذا الرجل قليل هو أولى بأكله من أن ينفقه على غيره. يضرب لمن يظهر بما ليس فى طوقه. ويضرب أيضا لعدم التصديق بما يروى من كرم مثله. وبعضهم يزيد فى أول المثل: (شىء اسمُهْ هِفه) والظاهر أنها زيادة لا معنى لها سوى إرادة السجع. وبعضهم يرويه: (عَويلْ قَالْ لهْ كَفَّةْ اللي تْفَرّقهْ سِفه) وسيأتي ذكره في حرف العين المهملة. وانظر: (إللي يصدّق) الخ وهو رواية أخرى فيه تقدمت.
٤۹۹ - «إللِّي يْقَدِّمْ قَفَاهْ للسَّكْ يِنْسَّكْ»
أى من عرّض نفسه للإهانة يهان. وفى معناه قولهم: (لولَاك يا لسانى ما انسكّیتْ يا قفايا) وسيأتى فى حرف اللام. وانظر: (اللِّى يربط فى رقبته حبل) الخ.

  1. نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٣٠٢