صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨٩ -

بمكان خال من هذه البلدة فنذر إنْ أحياه الله وظفره بعدوه ورجع سالماً ليعمرن في هذا المكان مدرسة وسبيلاً، فلما ظفر بعدوه ورجع أنشأ هناك جامعًا عظيماً1 مفروشة أرضه بالرخام الملون، وبنى بجواره سبيلاً، قال الإسحاقي في تاريخه «لطائف أخبار الأول»: وقيل: إن بمحراب الجامع المذكور تسع شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي معنى ذلك قال الشاعر:

الأشرف السلطان عمر جامعاً
بالخانقاه ليرتحمْ2 بثوابه
وأتى بآثار النبي محمد
شعراته قد قيل في محرابه
وإمامه بين البرية محسن
وكذا القضاة مع الشهود ببابه

انتهى. ولما وصل العلامة عبد الغني النابلسي إلى مصر في رحلته إليها في أوائل القرن الثاني عشر مر على بلدة الخانقاه ونزل بها وذكرها في «الحقيقة والمجاز في رحلة الشام ومصر والحجاز» وذكر مدرسة الأشرف برسباي بقوله: «وفي البلدة المذكورة جامع السلطان الملك الأشرف وهو جامع عظيم، له قدر بين الجوامع جسيم، وذلك أن في محرابه شعرات مدفونة من شعرات الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد أنشدنا فيه بعض الناس من الجزل، لبعض أصحاب الرقة والغزل، قوله:

بلدة الخانقاه مذ قد تجلت
قد حلت وانجلت حلاها السنية

  1. كانت دروس العلم تلقى بالمساجد وما خصص منها لذلك كان يعبر عنه تارة بالمسجد وبالجامع وتارة بالمدرسة.
  2. سكن آخره لضرورة الوزن.