صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/88

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨٨ -

انتهى باختصار، وستأتي ترجمته بنصها في فصل الركاب النبوي.

شعرة كانت بمدرسة ابن الزمن بمصر: قال العلامة السخاوي في ترجمته بالضوء اللامع: إنه شمس الدين محمد بن عمر بن محمد بن عمر الزمن القرشي الدمشقي ثم القاهري الشافعي المعروف بابن الزمن المولود سنة ٨٢٤ والمتوفى سنة ٨٩٧، وكان مشتغلاً كأَبيه بالتجارة واجتمع بعلماء كثيرين ذكرهم، ثم قال: «وكذا لقي غير واحد من الصالحين، ووقع له مع بعضهم غرائب وكرامات انتفع بها، وأعطاه شخص منهم يسمى بير جمال1 الشيرازي شعرة تنسب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إنها عنده، وكذا أحضر له من خيبر بعض الأحجار المنسوب أن بها أثر القدم الشريفة، وكتاب قيل إنه بخط أحد كتاب الوحي، والكل محفوظ بالمدرسة التي شرع في إنشائها بشاطئ بولاق». انتهى.

شعرات كانت بجامع برسباي بالخانقاه: وهي قرية بمصر شمالي القاهرة عَلَى بريد منها تعرف بخانقاه سرياقوس لقربها من سرياقوس، وكان السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون أنشأ في هذا المكان خانقاهاً للصوفية ومسجداً وحماماً وغير ذلك سنة ٧٢٣ ثم رغب الناس في السكنى حول هذه الخانقاه وبنوا الدور والحوانيت حتى صارت بلدة كبيرة ما زالت باقية إلى اليوم وتسميها العامة: الخانكة. ثم لما تولى السلطان الملك الأشرف برسباي التركماني عَلَى مصر سنة ٨٢٥ وسافر إلى آمد لقتال ملكها سنة ٨٣٢ نزل


  1. البير بكسر الباء الأعجمية يطلق على الشيخ المسن في التركية، وهو دخيل فيها من الفارسية، ويطلق أيضًا على الشيخ من مشايخ الصوفية الأعاجم وهو المراد هنا.