صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/86

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨٦ -

على ما قيل كانت عند أَخوين يزورها الناس وما يحصل من الفتوح يقسم بينهما، ثم ماتا فهل إذا طلب ورثتهما قسمتها تقسم كما فعل بعض جدودهم ذلك وقَسَمها أم لا؟ فأجاب بقوله هذه الشعرة الشريفة لا تورث ولا تملك ولا تقبل القسمة، فالمذكورون مستوون في الاختصاص بها والخدمة لها لا تمييز لأحد منهم على أحد». انتهى.

شعرات كانت بتونس: أفادنا عنها عَلَم من أعلام تونس الثقات، وكانت بثلاثة أماكن:

أحدها: قبر الصحابيّ الجليل سيدي أبي زَمْعة البلويّ1 دفين القيروان، وكان أخذ من الشعرات الشريفة يوم منى في عام حجة الوداع لما حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، ووضعها أبو زمعة في قلنسوته إلى أن استشهد في القيروان فدفنت معه. قلنا: وقد راجعنا ترجمته في معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان للعلامة عبد الرحمن بن محمد الدباغ فرأينا بها ما نصه: «ومات بالقيروان ودفن بالبقعة التي تعرف الآن بالبلوية سميت به من ذلك الوقت، وأمرهم أن يستروا قبره ودفن معه قلنسوته وفيها من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً، وذكره الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن رشيق في كرامات أهل إفريقية. قلت: ونعرف من حفظي أنه


  1. اسمه عبد غير مضاف إلى الله، وقيل عبيد بالتصغير ابن أرقم البلوي ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة وابن الأثير في أسد الغابة في عبد وفي عبيد، قالا وهو مشهور بكنيته. ثم ترجماه في الكنى وقال الحافظ ابن حجر: وقيل اسمه عبيد بن آدم، والذي في معالم الإيمان عبيد الله بن آدم.