الإسراء والمعراج من نسيم الرياض شرح شفا القاضي عياض للعلامة شهاب الدين الخفاجي أن معاوية رضي الله عنه كان عنده إزار رسول الله صلى الله عليه وسلم ورداؤه وشيء من شعره وظفره فكُفّن بردائه وإزاره وحشى شعره وظفره بفيه ومنخره بوصية منه. انتهى.
قلنا: فما صح من الشعرات التي تداولها الناس بعد ذلك فإنما وصل إليهم مما قسم بين الأصحاب رضي الله عنهم، غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها، وسنورد ما اتصل بنا من أخبارها كما بلغنا وعلى ما رأيناه مسطوراً، تاركين للقراء الكرام الحكم فيها بما تطمئن إليه نفوسهم.
شعرة كانت عند المرشديّ بمكة: ذكرها العلامة السخاويّ في الضوء اللامع في ترجمة أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بالمرشديّ المولود سنة ٧٦٣ بمكة والمتوفى بالمدينة سنة ٨٢٩ فقال عنه: «كان خيِّراً ديناً ورعاً زاهداً متجمعاً عن الناس، زار النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسين سنة مشياً عَلَى قدميه، وكذا زار بيت المقدس ثلاث مرار ولقي بها رجلاً صالحاً كانت عنده ست شعرات مضافة للنبي صلى الله عليهِ وسلم ففرقها عند موته عَلَى ستة أنفس بالسوية كان هذا أحدهم كما سبق في ترجمة ولده عمر». انتهى. والصواب أنه فرّقها عَلَى ثلاثة أنفس لا ستة عَلَى ما ذكره في ترجمة ولده المذكور عمر بن محمد المرشديّ المتوفى سنة ٨٦٢ فإنه قال فيها: