صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨١ -

بإثارة فتنة تنتزع فيها مصر من العزيز محمد علي وهو غائب بالحجاز ويولى هو عليها، فأحس بذلك محمد بك لازأُوغلي كتخدا مصر أَي وزيرها، وتدارك أمره قبل استفحاله فقبض عليه وقتله في ذي الحجة سنة ١٢٢٨، ولهذا لما أراد خديو مصر العزيز إسماعيل بن إبراهيم إقامة تمثال لجده محمد علي بالإسكندرية وآخر لأبيه إبراهيم بالقاهرة، أَقام أَيضاً بالقاهرة تمثالاً لسليمان باشا الفرنساوي لتنظيمه الجيش وآخر لمحمد بك لازأوغلي لحفظه مصر لهم، ولهذا جعلوه ماداً ذراعه يشير بإصبعه إلى الأرض كناية عن تثبيته ملكهم بأرض مصر، ولم يكونوا وجدوا له صورة يصوغون التمثال عليها فأرشدهم وقتئذ أحد من أدركه إلى تاجر تركي بخان الخليلي يشبهه فصاغوا التمثال عَلَى مثاله، وهو قائم الآن في ميدان بشارع الدواوين يسمى بميدان لازأُوغلي وكانت وفاته سنة ١٢٤٣ ودفن حسب وصيته في قبة الشيخ يوسف بشارع القصر العيني عن يمين المار به إلى مصر العتيقة، ودفنت بجواره زوجته المتوفاة سنة ١٢٥٠، وليس في القبة غير هذه القبور: قبر الشيخ يوسف في الشمال، ويليه قبر المرحوم محمد بك في وسط القبة ثم قبر زوجته، وفي جنوبي هذه القبة قبة مثلها ليس بها قبور، جعلت الآن مسجداً، وموضع التمثال لا يبعد كثيراً عن القبتين.