صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٦٠ -

حقق شيئاً من ذلك، وَالله أعلم بحقيقته»1. وَرأينا أيضاً في موضعين من هذه الخاتمة أن بالجبل المقابل لثبير الذي بلحفه مسجد الخيْف غاراً يقال له غار المرسلات لنزول سورة «وَالمرسلَات» به، تزعم العامة أن سقفه لَانَ لرأس النبي صلى الله عليه وسلم فأثر به تجويفاً بقدر دورة الرأس فيضع الناس رءوسهم في هذا الموضع تبركاً، ثم ذكر أنه لم يقف عَلَى خبر يعتمده في ذلك. قلنا: ذكره التقي الفاسي في شفاء الغرام والجلال السيوطي في الخصائص الكبرى عن أبي نُعيْم ولكن بلا سند، وقد بقي هذان الحجران مقصودين بالزيارة إلى زماننا هذا، وذكرهما العلامة إسماعيل الحامدي المالكي أحد علماء الأزهر المتوفي سنة ١٣١٦ في الرحلة الحامدية إلى الأٌقطار الحجازية، وهي في حجة سنة ١٢٩٧هـ، فقال: إنه زارهما وإن حجر المرفق كان قريباً من الصاغة، وذكر حجراً آخر زاره في الطريق التي بين مكة والتنعيم، قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم أسند ظهره إليه فلَانَ وغاص فيه2، وذكر حجراً آخر قيل: إن عليه أثر كفه صلى الله عليه وسلم بمسجد الغمامة بجهة بدر، وحجراً بالمدينة في مكان بأسفل جبل


  1. وذكره الأسدي بعبارة مختصرة في إخبار الكرام بأخبار المسجد الحرام، وذكر كذلك الأثر الذي بغار المرسلات.
  2. لعله الذي سماه التقي الفاسي بالمتكأ في شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام إنْ لم يكن مراده بالمتكأ أثر المرفق أو شيئاً آخر غيرهما، وقد ذكر أنهما اثنان أحدهما بقرب باب الحرم المعروف بباب العمرة، والثاني في طريق التنعيم المعتادة، وقال: لعلهما سميا بذلك للراحة بالاتكاء عندهما من تعب السير إلى العمرة، ولم يذكر أنهما نبويان وذكر متكأ آخر منسوباً إليه صلى الله عليه وسلم بأجياد الصغير وهو دكة مرتفعة ملاصقة لدار شيخ الحجبة ومتكأ رابعًا بجهة أخرى من أجياد الصغير، ذكره الأزرقي وقال فيه: سمعت جدي أحمد بن محمد ويوسف بن محمد بن إبراهيم يسألان عن المتكأ، وهل صح عندهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اتكأ فيه؟ فرأيتهما ينكران ذلك ويقولان: لم نسمع به من ثبت».