صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/56

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥٦ -

هذا السلطان على الحجر، وهذا نص ما قال: «ومنها أن كثيراً من مادحيه صلى الله عليه وسلم صرحوا بأنه كان إذا مشى على الصخر غاصت قدماه فيه، وإذا مشى على الرمل لا يؤثر فيه1 حتى إنه اشتهر عند الناس قصد بعض الحجارة التي فيها شبه أثر القدم النبوية فيما يقال للتبرك بها، خصوصاً ما وضع منها في المواضع المقصودة للزيارة، وقد رأيت بمصر المحروسة بتربة السلطان المرحوم أبي النصر قايتباي المحمودي رحمه الله بالصحراء حجراً فيه أثر قدم يقال: إنه أثر القدم النبوية، والناس يزورونه وقد رأوا له بركات، وقد كان الخُنكار2 المرحوم سلطان الرُّوم خادم الحرمين الشريفين مولانا السلطان أحمد ابن مولانا السلطان محمد ابن مولانا السلطان مراد بن عثمان3 رحم الله سلفه ونصر خلفه نقله من هذا المحل إلى حضرته العلية القسطنطينية، ثم أمر برده إلى محله وجعل عليه فضة بصنعة


  1. من ذلك قول بعضهم:
    وعليك ظللت الغمامة في الورى
    والجذع حن إلى كريم لقاكا
    وكذاك لا أثر لمشيك في الثرى
    والصخر قد غاصت به قدماكا

    وقول الإمام البوصيري في الهمزية:

    أو بلثم التراب من قدم لانت
    حياء من مسها الصفواء:

    ويروى (من مشيها) قال العلامة ابن حجر الهيثمي في شرحه لهذا البيت: هذا الذي ذكره الناظم ذكره من تكلم على الخصائص لكن بلا سند.

  2. الخُنكار بضم فسكون معناه في التركية السلطان، وهو تحريف أو اختصار للفظ خدا وندكار بمعنى السلطان في الفارسية.
  3. قوله ابن عثمان هي نسبة إلى جدهم الأعلى لأن السلطان مراداً المذكور هو ابن سليم بن سليمان بن سليم إلى أن ينتهي النسب إلى عثمان، وكثيراً ما يعبر المؤرخون عن كل سلطان منهم بابن عثمان.